إنزال العقاب الرادع هو الحل لكل الاختلالات الأمنية، وتطبيق القانون بحزم سيشكّل رادعاً يوقف الجرائم التي تتشكّل؛ وإلا سنكون نضحك على أنفسنا، فجريمة بلا عقاب تنمو وتزدهر وتعمل لها أيادي وأرجل ورؤوساً وشعبية. أمس تم الهجوم على كهرباء الحوجلة في مدينة تعز، ما ذنب كهرباء «الحوجلة» نحن ناقصون؛ ألا يكفي كهرباء مأرب؟! هذه ظاهرة جديدة وتوجُّه جديد، ويبدو أن هناك من تعب من ضرب الكهرباء في مأرب ويريد أن ينقلها إلى تعز للانتقام المباشر من المحافظة!!. أياً كان؛ فإن الأدوات هي من تعز، وقد يكون الأمر يتعلّق بأمور أخرى انتقامية وشخصية أو ابتزازية، وكل ما في الأمر هو أن على الجميع أن يتصرّف بجدية ومسؤولية، وطالما والأجهزة الأمنية قد أعلنت أنها قبضت على بعض من قاموا بمهاجمة الكهرباء؛ فإن القضية محلولة، أو هكذا، المفترض فقط على هذه الأجهزة المحترمة أن تعلم أن إعلان القبض على هذا المتهم أو ذاك لا يكفي وليس نهاية المطاف؛ بل بداية المسؤولية، مسؤولية السلطة تكاملية والمتابعة حتى يطبّق القانون وينفّذ العقاب الرادع، وإلا كأنك «يا بو زيد ما غزيت» ولا قبضت على مجرم ولا هم يحزنون. إعلان القبض على المخرّبين والجرمين نجاح للأجهزة الأمنية؛ لكنه أيضاً ينقل المسؤولية إلى عاتق السلطة وأجهزتها التي عليها أن تسارع بالكشف عن ملابسات الجريمة وذيولها للرأي العام؛ فهو صاحب الشأن وصولاً إلى الحكم الرادع وتنفيذه؛ لأننا تعوّدنا أن نسمع عن القبض على مرتكب الجريمة الفلانية اليوم؛ ونفاجأ بإعلان آخر عن القبض عن المجرم ذاته في جريمة أخرى غداً؛ لأنه يكون قد خرج اليوم الثاني بوساطة شخصية نافذة ومسؤولة مناطة بها حماية القانون؛ بينما هي تجهتد لتخريب القانون بحسن نية أو سوء نية؛ لا فرق حيث لا عمل لها إلا مقاولات الوساطة عن المخالفين وأصحاب السوابق، وهذه مصيبة كبرى تحتاج إلى حلٍ إذا أردنا أن ننهي الانفلات لأنها مفتاح الانفلات وداعم الجريمة الأول. نجاح الجانب الأمني مرتبط بالتعامل مع الجرائم السابقة التي تصل إلى الأجهزة الأمنية، ولنا أن نتساءل ولا نذهب بعيداً عن جرائم تم القبض على مرتكبيها حديثاً وفي هذا الشهر الكريم، سنبقى نتساءل عن مسار جريمة مقتل الزريقي، ومدير الإنتاج في شركة البحر الأحمر، وخطف الطفلة، وأخيراً الهجوم على كهرباء «الحوجلة» لا نريد أن تذوب هذه الجرائم مثل فص ملح، كما لا نريد أن نرى المتهمين غداً وهم مرافقون لبعض المسؤولين الأمنيين والنافذين!!. من حق المواطن أن يعرف كيف تنتهي الاعتداءات على أمنه الخاص والعام، وما دور أجهزة سلطته في حماية الأمن وتجفيف الجريمة أو حمايتها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك