مصر تنزلق إلى الهاوية أو تكاد، لا أحد يعمل على إنقاذها؛ لأن الكثير من القوى ترى مصلحتها في إضعاف مصر وإضعافها في بقاء الحكم الاستبدادي وإضعاف المجتمع؛ لأن الديمقراطية وقوة المجتمع تخرج أفضل ما في الشعوب، وفي الشعب المصري الكثير من النبوغ والقوة التي يخاف منها الكثيرون.. قضيتنا الأولى كعرب هي الحكم الاستبدادي، إنها اللعنة التي تحيط بنا عبر الأجيال، وتسفك من أجلها دماء الشعب، وتنهب ثروته. لقد كان أهم مكسب ثورة 25 يناير أنها أوجدت حق الانتخابات الحرة وسلطة الشعب لأول مرة، وكان بناء هذا النظام بحاجة إلى تكاتف الجميع وسنوات حتى يستقر بعد حكم أفسد كل شيء لعقود؛ لكن ما وقع هو أن الكثر تكالبوا على التجربة الوليدة بقصد ودون قصد، لم تمر سنة حتى سقطت تجربة الديمقراطية بانقلاب عسكري؛ بل سقطت من أول يوم انتخب فيه رئيس من عامة الناس من خارج دائرة الحكم العسكري..!!. يوم الأربعاء الماضي بلغت الأزمة ذروتها؛ فقد تم فض اعتصامي «رابعة والنهضة» بالقوة؛ ليس بالقوة المعروفة عند شعوب الأرض بالماء والقنابل المسيلة والعصي؛ بل ب«الرصاص الحي» على الرؤوس من أجل القتل والقنص من الطائرات والعماير للأطفال والنساء والرجال بعدما تأكدوا ألا وجود للسلاح الذي يتحدثون عنه كثيراً. لقد نفّذ الجيش المصري معركة دامت عشر ساعات لقتل الديمقراطية بقتل السلمية في الشوارع، وخرج بحصيلة مهولة هي ثلاثة آلاف شهيد وخمسة آلاف جريح بوحشية جعلت البعض يؤكد استجلاب «مرتزقة» من الخارج لتنفذ هذه الإبادة؛ لأنهم لا يصدقون أن مصرياً يعمل في أهله ما تم فعله..!!. وفي يوم التالي خرج الناس بجروحهم وبحشود كبيرة في جميع المحافظات تواجه الموت والطائرات والدبابات بصدورها العارية بصورة نادرة وبملحمة لم تقع في التاريخ. ولكي تعرف أثر هذه القوة السلمية ووحشية الآخر؛ فلا عليك ألا أن تسمع ل«اللواء فواد علام» أحد مهندسي الحكم الجديد، وهو يقول في القناة الرسمية إنه يدعو إلى ضرورة استدعاء الاحتياط في الجيش والأمن لمواجهة الموقف كما فعلنا في حرب اكتوبر.. والكلام للواء علام..!!. ومع القتل بالرصاص والطائرات والدبابات للأطفال والنساء والسلميين؛ كان هناك قتل أكثر بشاعة يقوده الإعلام، ويحلف بالأيمان المغلظة أن الضحايا قتلوا أنفسهم؛ وهو سقوط إنساني يحتاج إلى دراسة في الجامعات العالمية لمعرفة أسباب السقوط الأخلاقي والقيمي الإنساني والوطني والديني دفعة واحدة..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك