قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    عاجل: هجوم صاروخي للحوثيين في خليج عدن وإعلان أمريكي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    شيخ الأزهر يعلق على فقدان الرئيس الإيراني    بن دغر يدعو للتحرك بشأن السياسي محمد قحطان.. وبن عديو: استمرار اختطافه جريمة بحق الوطن    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر في يومها الثالث.. دخان وفوضى وإصرار على رحيل مبارك
نشر في عدن الغد يوم 30 - 01 - 2011

استقبلت القاهرة صباح الأحد بمشاهد فوضى غير مسبوقة، حيث لا تزال إطارات السيارات مشتعلة، ولا يزال الدخان يتصاعد من السيارات المحروقة، ووفقا لوكالة رويترز فقد نهب عدد كبير من المتاجر، وعاشت عدة أحياء في القاهرة الليلة الماضية في حالة فزع، حيث انتشرت عصابات منظمة تقتحم البيوت وتسلب الناس ما يملكون، كما أفادت أنباء باغتصاب عدد من النساء، وهو ما أجبر السكان على تشكيل لجان أمنية شعبية لحماية الأحياء من خطر البلطجية المسلحين بالأسلحة النارية والسواطير والسيوف، كما دفع الجيش بأعداد كبيرة من قوات المشاة لتسد الغياب الكامل لقوات الأمن، وتمكن الجيش من القبض على 470 شخصا في مختلف أنحاء البلاد، بعضهم قبض عليهم الأهالي وسلموه للجيش، حيث سيحالون إلى محاكم عسكرية.

رجال أمن ينهبون المواطنين

وتبين أن بعض المقبوض عليهم ينتمون إلى قوات الأمن، ومنهم تسعة أفراد اقتحموا المتحف المصري، كما تمكن أهالي السويس من القبض على عدد من المخربين اتضح أنهم من رجال الأمن، وهو ما حدث أيضا في الإسكندرية، فبعد ليلة من الكر والفر، بين اللجان الشعبية في الأحياء والعصابات المسئولة على النهب، تمكن الأهالي من السيطرة على الوضع، وسلموا المقبوض عليهم لقوات الجيش، وهو ما حدث أيضا في مدينة السويس التي عاشت ليلة من الاشتباكات بين اللجان الشعبية وعناصر من البلطجية حتى وقت مبكر من الصباح.

سجناء مسلحون

من جهة أخرى فر آلاف السجناء الليلة الماضية من عدد من السجون المصرية، بعد أن تمكنوا من السيطرة على حراس السجون، وسلبهم أسلحتهم، حيث فر جميع السجناء من سجن وادي النطرون 100 كلم شمال القاهرة، ويضم هذا السجن عددا كبيرا من السجناء الإسلاميين الذين لم يعرضوا على المحاكم وفقا لقانون الطوارئ، كما فر السجناء من سجن الفيوم بعد تمرد انتهى بمقتل اللواء محمد البطرون مدير السجن وبعض من مساعديه، كما فر السجناء من سجن ابي زعبل وهو من أكبر السجون المصرية شرق القاهرة.

وتمكن الحراس من قتل ثمانية سجناء، قبل أن يلوذ الباقي بالفرار، كما هرب سجناء من سجن السنبلاوين في مدينة المنصورة، وقاموا بالسيطرة على قسم شرطة السنبلاوين، واستخدموا الأسلحة التي استولوا عليها في ترويع المواطنين، وفي دمياط خطف محتجون طارق حماد نائب مدير أمن محافظة دمياط شمال البلاد، كما سيطروا على قسمين للشرطة بالمدينة، وفي اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة قال أحد السجناء من سجناء الإخوان المسلمين، يدعى محمد مرسي، قال إن السجناء حرروهم وأن عددهم 34 سجينا من جماعة الإخوان في سجن وادي النطرون، ومن بينهم القيادي عصام العريان، وسبعة من مكتب الإرشاد أنهم حاولوا تسليم أنفسهم للنيابة، ولكنهم لم يجدوا أحدا، ويحاولون الاتصال بالسلطات لمعرفة وضعهم القانوني.

الإصرار على رحيل مبارك

وردا على قرار الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت، بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، وتعيين أحمد شفيق رئيسا للوزراء، يعتزم المحتجون الاستمرار في التظاهر حتى رحيل مبارك، وقال الدكتور محمد البرادعي إن تغيير الأشخاص غير كاف، مضيفا "أقول للرئيس مبارك ونظامه ارحلوا اليوم قبل الغد هذا أفضل لمصر ولكم"، وطلب البرادعي من الجيش حماية الشعب "يجب أن تقفوا مع الشعب وليس مع الطغيان".
من جهته دعا العالم المصري أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء تشكيل لجنة من الحكماء للإشراف على نقل السلطة في البلاد، بينما طالب الشيخ يوسف القرضاوي مبارك بالرحيل، في حين دعت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها يوم أمس السبت، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، ونقل السلطة بشكل سلمي.
ومن جهة أخرى لا تزال المدارس مقفلة بالكامل، كما أن البنوك لا تزال مقفلة، بالإضافة إلى آلات صرف النقود، وهو ما أثر بشدة على قدرة الناس الشرائية، وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه فقد نشهد عما قريب حالات نهب للحصول على المواد الغذائية، وخاصة في المدن الكبرى، كما أقفلت عدد كبير من الفنادق الكبرى أبوابها خوفا من التهب والتخريب، وتسابق عدة دول الوقت لإجلاء رعاياها، ويذكر أن حوالي 8 آلاف هولندي يقيمون ويعملون بمصر.

قالت السفارة الأمريكية في مصر، الأحد، إنها ستبدأ في إجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة الدولة حيث تسود مخاوف من انتشار الفوضى في ظل غياب أجهزة الأمن التي اختفت من الشوارع فيما عمت احتجاجات شعبية هائلة، تحدت حظر التجول المفروض، للمطالبة بالتغيير وتنحي الرئيس، حسني مبارك.
وقالت الناطقة باسم السفارة الأمريكية في القاهرة، أليزابيث كولتون، إن رحلات مغادرة القاهرة ستبدأ غداً الاثنين، في خطوة مشابهة اتخذتها الحكومة التركية بتخصيص طائرتين لنقل رعاياها من القاهرة، الأحد، وفق وكالة "الأناضول" شبه الرسمية.
وفي الأثناء، سحبت وزارة الإعلام في مصر الترخيص الممنوحة ل"الجزيرة" وإيقافها عن العمل، وإلغاء كافة التصاريح الممنوحة للعاملين بالقناة القطرية، وفق ما نقلت قناة "النيل" الرسمية في مصر دون إبداء الأسباب.
وردت "الجزيرة" بوصف القرار بأنه "عمل يهدف إلى خنق وقمع حرية نقل الخبر عن طريق الشبكة والصحفيين العاملين بها. ففي خضم اضطرابات عميقة وقلاقل.
في المجتمع المصري لا بد من الاستماع لأصوات كافة الجهات، إغلاق مكتبنا من قبل الحكومة المصرية غايته فرض رقابة وإسكات أصوات الشعب المصري، وفق بيان صدر عن القناة.
وعلى صعيد مواز، لم يتضح بعد حجم المسيرات المناوئة للحكومة التي تعتزم مواصلة احتجاجات شعبية، كانت قد انطلقت تحت مسمى "يوم الغضب" في 25 يناير/كانون الثاني من الشهر الجاري، وبدأ المئات بالتجمع في ميدان التحرير بالقاهرة، واحتشد نحو 150 في مدينة الإسكندرية، الأحد.
ونقل التلفزيون المصري أن الجيش بسط سيطرته على العاصمة، القاهرة، ونشر قواته في محافظات مختلفة، واعتقل 450 من "مثيري الشغب."
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون المصري، الأحد، مروحية عسكرية تحلق فوق سماء العاصمة، القاهرة.
والسبت، تعرضت بعض الأحياء السكانية والمحال التجارية والمكاتب التجارية لأعمال نهب منظمة دفعت بالأهالي لتشكيل مجموعات للدفاع عن أنفسهم في ظل غياب تام للشرطة التي تعرضت بعض مراكزها بدورها للسرقة والتجريد من ترسانتها.
وشكل أهالي تسلحوا بالعصي والأسلحة البيضاء لجاناً شعبية لحراسة منازلهم والممتلكات طيلة الليل.
ودفعت أعمال الفوضى التي تشهدها أماكن متفرقة من القاهرة بالمصرف المركزي المصري لتعليق العمل بالبورصة والمصارف، الأحد، كما جرى تعطيل الدراسة بعدد من الجامعات.
وقال شريف عبدالباقي، أحد سكان القاهرة: "لم يكن هناك أفراد أمن في الشوارع منذ الصباح.. والرجال يحاولون حماية النساء وزوجاتهم وأطفالهم...علينا أن نبقى يقظين الوضع حالياً مثل الغرب المتوحش.. أين هو الأمن؟"
ومساء السبت، شهد سجن "ديمو" في منطقة الفيوم الواقعة على بعد ساعة من العاصمة القاهرة حالة فرار جماعية لقرابة ألف سجين تمكنوا من الانتقال إلى شوارع قريبة مسببين حالة من الرعب بين السكان.
قال شهود عيان لCNN بالعربية إن عناصر من وحدات المشاة في الجيش المصري باشرت الانتشار في داخل أحياء العاصمة القاهرة، في مسعى للتصدي لعمليات السلب والنهب المنتشرة على نطاق واسع، والتي يعتقد أنها من تنفيذ عصابات خرجت من الأحياء العشوائية، ومن سجناء فروا خارج السجون، مستغلين حالات الفوضى.
ومنذ قرابة أسبوع، تشهد مصر، أكبر الدول العربية من حيث السكان، موجة غضب شعبية بعد أن ضاق المصريون ذرعا بما يعتبرونه وعودا جوفاء من مبارك للقيام بإصلاحات، وخرجوا للشوارع منددين بالنظام وحرق صور الزعيم السلطوي.
وكسر مبارك أياما من الصمت عقب إقالة حكومة رئيس الوزراء السابق، أحمد نظيف، بإعلان تعيين رئيس جهاز المخابرات، عمر سليمان، كأول نائب له منذ توليه السلطة، وتكليف وزير الطيران المدني، أحمد شفيق، بتشكيل حكومة جديدة.
لكن الغرب رأى أن خطوة النظام المصري ليست بكافية، ودعا الحكومة للقيام بإصلاحات جذرية وإجراء انتخابات حرة ومفتوحة.
وقال بن ويدمان، كبير مراسلي CNN من القاهرة: "لم يبق سوى القليل للغاية من السلطة الحقيقية بيد الرئيس.. الجيش يسيطر على الشارع ولكن من الناحية السياسية هناك فراغ كامل."
ودعا رئيس الجمعية الوطنية للتغيير المعارض والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي: "الشعب المصري يقول بشيء واحد: على الرئيس حسني مبارك المغادرة.. علينا التحرك قدماً صوب دولة ديمقراطية."
ويذكر أن السلطات المصرية وضعت البرادعي قيد الإقامة الجبرية بعد عودته إلى مصر الخميس للمشاركة في الانتفاضة الشعبية، التي راح 38 قتيلاً، وفق حصيلة رسمية.
ويشار إلى أن السلطات المصرية مددت ساعات العمل بحظر التجوال بدء من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى الثامنة صباحاً.

وامتلأت شوارع العاصمة المصرية القاهرة في ساعة مبكرة من صباح الاحد بالمتاجر المنهوبة والسيارات المحروقة ورائحة الاطارات المشتعلة في الوقت الذي سعى فيه الرئيس حسني مبارك لمساومة الحشود الغاضبة وناضلت فيه قوات الجيش لاحتواء اللصوص.
ويضع المصريون ثقتهم في الجيش املا في اعادة القوات النظام للشوارع التي سيطرت عليها العصابات لكنه لن يفتح النار على المتظاهرين لابقاء مبارك في السلطة.
وخلال خمسة ايام من الاحتجاجات غير المسبوقة والتي هزت مصر وقتل فيها اكثر من 100 شخص وتملك الخوف المستثمرين والسائحين عرض مبارك اول ملمح من خطة للتقاعد ووقع 80 مليون مصري بين الامل في اصلاحات ديمقراطية والخوف من الفوضى.
وتراجع الولايات المتحدة والقوى الاوروبية سياساتها في الشرق الاوسط وهي التي ايدت مبارك طوال 30 سنة تغاضت خلالها عن وحشية الشرطة والفساد مقابل توفير حصن منيع ضد الشيوعية اولا ثم التشدد الاسلامي الان.
واكبر خوف مباشر كان من النهب في الوقت الذي انهار فيه النظام العام كله. واقتحم غوغاء المتاجر والبنوك ومتاجر الذهب والمباني الحكومية. والحق لصوص اضرارا باثنتين من المومياوات في المتحف المصري.
وخلال الليل خرج المواطنون الى الشوارع مسلحين بالهراوات والسلاسل والسكاكين لحراسة مناطقهم من اللصوص. وبحلول الصباح كانت الشوارع خالية الى حد بعيد بينما انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة عند البنوك والمباني الكبرى.
واختفت الشرطة التي اشتبكت مع المتظاهرين لايام من الشوارع وحلت محلها قوات الجيش التي يلتف حولها المواطنون حتى الان.
وقالت قناة العربية التلفزيونية يوم الاحد ان الجيش المصري يتولى الان حراسة وزارة الداخلية في وسط القاهرة. وكان محتجون حاولوا الهجوم على مبنى الوزارة.
وفي مشاهد سريالية وقف جنود من جيش مبارك بجانب دبابات كتب عليها عبارات "يسقط مبارك. يسقط المستبد. يسقط الخائن. الفرعون يخرج من مصر. كفاية."
وسئل احد الجنود كيف تسمح قوات الجيش للمحتجين بكتابة شعارات مناهضة لمبارك على مركباتهم فقال "هذه عبارات كتبها الشعب ... انها اراء الشعب."
وعبر السكان عن املهم في ان تستعيد قوات الجيش النظام.
وقال صلاح خليفة وهو موظف بشركة للسكر "الناس خائفة من هؤلاء الخارجين على القانون في الشوارع الذين ينهبون ويهاجمون ويدمرون."
ورضخ مبارك (82 عاما) للمحتجين وعين نائبا للرئيس لاول مرة وهو عمر سليمان الذي كان حتى الان مدير مخابراته كخليفة له في نهاية الامر لفترة انتقالية على الاقل. ويرى كثيرون ذلك بانه نهاية لطموحات نجله جمال لتولي السلطة.
ويقول مصريون ان التغييرات ستظل بلا معنى الى ان يرحل مبارك.
وقال خليفة "جميع هذه التغييرات التي اجراها ما هي الا مسكنات. الناس لا يريدون مبارك بعد الان. الناس تريد التغيير... هو لا يريد ان يرحل. هو سفاح."
وفي تطور منفصل قررت مصر ايقاف نشاط قناة الجزيرة الفضائية في البلاد بدءا من اليوم.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان وزير الاعلام المصري انس الفقى اصدر قرارا "بان تقوم هيئة الاستعلامات باغلاق وايقاف نشاط قناة الجزيرة بجمهورية مصر العربية والغاء كافة التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بها اعتبارا من اليوم."
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كراولي انه لا يمكن للحكومة المصرية الاكتفاء "باعادة ترتيب الاوراق."
ومنذ ان اطاح المحتجون بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل اسبوعين انتشرت المظاهرات في شتى انحاء شمال افريقيا والشرق الاوسط في موجة غير مسبوقة من الغضب ضد الزعماء المستبدين وكثيرون منهم راسخون منذ عشرات السنين ويحظون بدعم امريكي.
وقال فواز جرجس من كلية لندن للاقتصاد "العالم العربي يعيش لحظات مماثلة لما شهدته برلين."
واضاف "الجدار الاستبدادي انهار وهذا بغض النظر عما اذا كان مبارك سيبقى."
ومثل تونس يطالب الشبان المصريون ومعظمهم عاطلون ومحبطون بسبب الظلم على يد نخبة فاسدة وجشعة باستبعاد كامل للحرس القديم وليس مجرد تعديل حكومي.
وكان يوم السبت اكثر ايام الانتفاضة الخمسة دموية. فقد قتلت الشرطة 17 شخصا في محافظة بني سويف جنوبي القاهرة. وتشير تقديرات عديدة الى ان عدد القتلى بلغ 100.
وعلى كورنيش النيل بالقاهرة بقي الناس في الخارج بعد بدء سريان حظر التجول ووقفوا الى جوار الدبابات يتبادلون الحديث مع الجنود الذين لم يتخذوا اي اجراء لتفريقهم.
واقتربت مجموعة من 50 شخصا ترفع لافتة كتب عليها "الجيش والشعب معا" من حاجز للجيش. ورفع الجنود حاجزا وسمحوا للمتظاهرين بالمرور. وقال ضابط بالجيش "هناك حظر تجول. لكن الجيش لن يطلق النار على أي شخص."
وقالت روزماري أوليس من جامعة سيتي يونيفرستي في لندن ان على الجيش ان يقرر اذا ما كان في صف مبارك او في صف الشعب "انها واحدة من تلك اللحظات مثلها مثل سقوط الشيوعية في اوروبا الشرقية قد يرجع الامر لضباط صغار وجنود لتقرير ما اذا كانوا سيطلقون النار على الحشود ام لا."
وكما هو حال باقي الزعماء العرب يصور مبارك نفسه على انه حصن ضد اعداء الغرب من الاسلاميين. لكن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة لم تكن سوى عنصر واحد في الاحداث الاخيرة. وتقول الجماعة انها معتدلة.
وقال كمال الهلباوي عضو الاخوان من منفاه في لندن ان حقبة جديدة من الحرية والديمقراطية تشرق في الشرق الاوسط. واضاف انه لن يكون بمقدور الاسلاميين وحدهم حكم مصر. وتابع انه يتعين عليهم التعاون وانهم سيفعلون ذلك.
ويوم الاحد هو يوم عمل عادي في مصر لكن البنك المركزي امر باغلاق البنوك.
كما تغلق البورصة المصرية التي هبطت بنسبة 16 في المئة خلال يومين.
من سامية نخول وشيرين المدني
(شارك في التغطية دينا زايد ومروة عوض وسامية نخول في القاهرة والكسندر دزيادوزس في السويس وارشد محمد في لندن)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.