1 - 2 أعتقد أن من شاهدوا الهجمة المرعبة والشرسة للقوات الأمنية والعسكرية المصرية ضد المعتصمين المدنيين في رابعة والنهضة سيدركون صعوبة أن يحكم مرسي في ظل تلك الأجهزة القمعية والمشحونة ضد “الاخوان” طوال 70 سنة مضت. 70 سنة والأنظمة المتعاقبة متفرّغة لتصفية “الاخوان” 70 سنة وتجربة “الاخوان” في الزنازن والمعتقلات تزداد باتساع، 70 سنة وحركة الاخوان لم تشارك في الحكم حتى من خلال إدارة مدرسة أو مركز صحي، بل يتم تعبئة جهاز الدولة العميقة بالكراهية ضد “الاخوان” واعتبارهم الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي المصري، قبل اسرائيل وإيران..!!. وفجأة يقفز “الاخوان” من حلقات التنظيم السري والعمل الخيري والدعوي إلى رئاسة الدولة والحكومة والبرلمان؛ ما جعل المعارضة والفلول والليبراليين وحتى دعاة الديمقراطية يستنجدون بقادة الجيش لإسقاط أول رئيس مدني منتخب، وقبلها عملت أجهزة الدولة العميقة على تعطيل الحياة خلال فترة حكم مرسي حتى تؤلّب مشاعر الناس ضده وتوسّع دائرة خصومه، في الوقت الذي ظل فيه الرجل يحكم بلا خبرة، ويدير بلا تجربة، ويعاند بلا حماية، ويستشير أهل الثقة، لا أهل الخبرة والدراية. في مقابل ذلك كان لمرسي إنجازات تستدعي إجلالها، فخلال حكمه لأول مرة يعرف الجيش المصري أرض سيناء منذ 40 سنة، وهذا أمر مزعج للدولة الاسرائيلية، ولأول مرة تكون طبقة الفلاحين هي الأكثر دخلاً، بعد أن قرّرت الحكومة شراء محصولاتهم من القمح، وإعفاء من ديونهم دون 10 آلاف جنيهة، ولأول مرة يتجاوز إنتاج مصر من القمح أكثر من 50 % من الاحتياج المحلي، بعد أن ظل يتراوح بين 25 - 30 % طوال 30 سنة مضت، وكانت مصر أول دول عربية تُصَنّع “الآيباد” محلياً بعد أن تم التعاقد مع “سامسونج” على إنشاء مصنع لها في بني سويف، وأول دولة عربية تتجه إلى صناعة سيارة محلية بالكامل، وفي عهد مرسي تم اتخاذ قرار جدّي بإنشاء إقليم قناة السويس الذي من المتوقع أن يدر 100 مليار دولار سنوياً على مصر ويرجّع دبي إلى عهدها الصحراوي..!!. أما قرارات الإدارة الأمريكية تجاه حمام الدم الذي تفجّر في مصر لم تكن مستغربة؛ فهي في مأزق حرج وتسعى إلى المواءمة بين سياستها الأخلاقية كراعية للديمقراطية وحماية أمن اسرائيل، وتأديب سلطة “الاخوان” التي قالت: «لا» وتجاوزت تعاليم واشنطن وزرعت القمح وسعت إلى تأسيس أول نظام متمرّد على تعاليم أمريكا في الشرق. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك