بمشاهد مصر وأحداثها تتمخض المجتمعات العربية والإسلامية لتتشكل على إثر هذا المخاض الأمة الموعودة بالنصر والتمكين، فأراد الله أن تكون مصر وليس غيرها من البلدان هي الساحة التي تتشكل بأحداثها الأمة لاعتبارات أهمها موقع مصر الإستراتيجي في جغرافيا العالم الطبيعية والسياسية، فمصر كما يقول بعض المؤرخين من تمكن من حكمها تزعم العالم، فهي بوابة العبور إلى إفريقيا وأوروبا، وتسيطر على ممر من أهم الممرات البحرية العالمية قناة السويس التي تمثل حلقة وصل بين بحرين عالميين هما البحر الأحمر والأبيض المتوسط، إضافة لكون مصر رأس حربة العرب على مر التأريخ، ومن أهم الدول العربية المطوقة للعدو الصهيوني، وبرغم هذه المكانة السامقة لمصر إلا أن العدو تمكن من مصادرة وتغييب دورها كقائدة للأمة لتصبح تابعة منقادة طيلة عقود إن لم نقل قرونا من الزمن، ولأنها اليوم بدأت بإرادات أبنائها بعد إرادة الله تستعيد دورها القيادي، فأراد لها خدام الصهيونية والصليبية العالمية أن تبقى تابعة لهم منقادة، فعملوا بأموالهم وبمخططاتهم الماكرة على دعم الانقلاب على ثورة 25 يناير 2011م، دون إدراك منهم للطبيعة التي سيؤول إليها الصراع في تلك الساحة التي اختاروها لأنفسهم، فها هو الصراع اليوم يؤول باتجاه أن يكون صراع حق وباطل حتى أصبحنا اليوم نرى أمتنا تتشكل من جديد تبعا لهذه الطبيعة التي أخذ ينطبع بها هذا الصراع، حتى أضحينا اليوم نرى تساقطاً لأقنعة زائفة لم تسقطها أحداث غزة وسوريا فطال انخداع الأمة بأصحابها الذين تبدى بتساقط أقنعتهم نفاقهم المترجم في تأييدهم للقاتل ودفاعهم عنه بإدانتهم ودعوتهم لإدانة المقتول، في غباء واستغناء واضح للأمة التي فتحت الأحداث أسماعها وأبصارها فصارت ترقب كل حدث ولا تقبل بمن يفرض عليها قناعاته بتزييف وعيها من جديد، إننا اليوم بحق أمام مرحلة مهمة ومفصلية في تاريخنا المعاصر في هذه المرحلة وعلى إثرها بدأنا نرى أمة يصب عليها الموت صبا فتزداد حياة كل يوم بتزايد الزخم الذي حٌفت به متجاوزة الشارع المصري إلى الشوارع العربية والإسلامية والعالمية. إن هذه المرحلة كشفت لنا وستكشف للأجيال القادمة مدي الزيف الذي يدعيه أدعياء حقوق الإنسان وأدعياء السلم والأمن الدوليين، وقبل هؤلاء زور وبهتان دعاة الديمقراطية ورعاتها الذين انخدعنا بديمقراطيتهم التي اجبروا الشعوب على ركوبها وهي لا تعلم أنها مشروطة بأن لا توصل إلا إياهم أو من يرضون عنهم إلى السلطة أما وقد أوصلت غيرهم ومن لا يرضون عنهم فالإتيان عليها مشروع وقلب قواعدها واجب تقتضيه ضرورة إنقاذهم للشعوب التي في نظرهم تاهت، إنها مرحلة لا بد منها ليعود أصحاب الحق تسندهم قوة الشعب أكثر من ذي قبل لمواصلة السير في الطريق الذي كانوا قد بدؤوا السير فيه والذي لا منتهي له بعد نهوض مصر إلا تحرير المسجد الأقصى من قبضة اليهود والوصول إلى أستاذية العالم. وأختم هنا بمقولة قالها لي أحد العوام عند باب المسجد في رمضان وهي: “إن كانت ثورة يناير أخرجت مرسي من السجن لرئاسة مصر فإن هذه الأحداث سيكون نهايتها خروج مرسي ليتزعم العالم”. رابط المقال على الفيس بوك