مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    افتتاح بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجفري : الشعب قد يئس من حل حقيقي تأتي به الأحزاب بأدواتها التقليدية، التي تجاوزتها أدوات الشباب

وأضاف في هذا الحوار مع "المصدر أونلاين" إن القول بأن اليمن له خصوصيته "نعم له خصوصيته لكن الثورة أيضاً لها سماتها وخصوصياتها وآلياتها وأدواتها وليس من ضمن ذلك الحوار مع نظام لإقامة تقاسم للحكم معه بينما الثورة قامت لإسقاطه".
وأشار إلى أن النظام كان يتساقط في شهر مارس الماضي، وكان حتماً سيسقط ذلك الشهر لولا الحوارات التي كانت تجري فيما دم الشباب الشهداء لم يجف ولم تشيع جنائزهم الطاهرة بعد .
"حضرموت اون لاين " تنشرالنص الكامل للحوار :
ماهي قراءتك لأول ظهور للرئيس علي عبدالله صالح وتوقيته؟
أولاً.. شكراً للمصدر .. وللأستاذ غمدان اليوسفي الذي يبدو أنه صياد ماهر لمواسم أو مفاصل في تاريخ بلادنا لاصطياد مخرجات الحاضر قبل "خروجها"..
ظهور الرئيس لا شك كان صادماً ليس لأنصاره فحسب بل حتى لخصومه السياسيين، مثلنا، فرغم كل شيء إلا أننا لم نكن نود له ولمن معه هذا الأمر المؤلم والمدان، ونرجو للجميع الشفاء.. فالتشفِّي حتى لمن تقاتله ويقاتلك ليس من الشيم الفاضلة.. وأنا سبقت لي أحاديث سُئلت عنه فيها وأنصفته.. فالإنصاف أيضاً واجب.
. وهو يمتلك صفات لو استثمرها في الاتجاه الصحيح لكان له ولليمن شأن آخر لكنه استثمر أو دُفع إلى استثمار الصفات النقيضة في البشر وقادت إلى الكارثة وما هو مقبل – لا سمح الله.
هذا الظهور، شكلاً، وأيضاً موضوعاً من خلال حديثه، يؤشر بوضوح إلى أنه سيؤدي من جهة ارتفاع درجة "الحنق" و"الحدة" عند الموالين له.. إلى رفع معنوياتهم في اتجاه استئناف الصراع من جهة أخرى، وأسأل الله أن يأتي ما يمنعه، وإن حدث، لا سمح الله، وتم استئناف ذلك الصراع الدامي فإننا نعلم أن قيماً اجتماعية وإنسانية قد أهدرت في معارك "الحصبة"..
وقيماً ومحرمات أخلاقية ودينية وإنسانية قد أهدرت في حادث "جامع النهدين".. وبالتالي فإن الخشية التي يقف لها الشعر وتقشعر لها الأبدان أن يكون صراعاً لا تحكمه أي قيم إنسانية أو اجتماعية أو أخلاقية أو محرمات دينية.. وللأسف تساهم أطراف محلية عدة في تهيئة أرضية الصراع سواء بقصد أو بغير قصد.
أما توقيت الظهور فكان تذاكياً بلا ذكاء من الذين اختاروه سواء بقصد أو بدون قصد.. فكثيرون رأوا فيه تذكيراً بالحرب الظالمة عام1994م؛ إما احتفاءً بذكراها أو تذكيراً للناس –خاصة في الجنوب– بأطرافها..
وهذا إمعاناً في أسلوب الفتن والصراعات والأزمات التي يبدو أن النظام الحاكم لايزال مصراً على استمرار إدارة البلاد بها.. ولم يدرك أن المرحلة قد تغيرت من وقت مبكر وهو ما قاد البلاد إلى الثورة.. ولا يدرك أن استمرار هذه السياسة بعد الأحداث الأخيرة خطر كبير جداً ليس على الوطن فقط (الذي لا يبدو أنه يهم هذا النظام) بل خطر سيجرف كل شيء – لا سمح الله.. المرحلة أصبحت جد خطيرة؛ ليس هذا تحليل نظري وإنما قراءة لواقع على الأرض ومعطيات متجسدة أمامنا تشمل ما ذُكر أعلاه وغيره من الممارسات من الأطراف الأخرى.. ولا أدعي أنني وحدي يراها.. ونسأل الله اللطف بالبلاد والعباد.
أذن ما الذي ننتظره في اليمن اليوم؟
أعتقد أن إجابة هذا السؤال قد سبقت الإشارة إليها في السؤال السابق.. وكثيرون انتظروا فرجاً بالتسليم بمطالب الثورة لكن يبدو أن النظام الحاكم لم يقرأ المرحلة كما أن البعض من خارج النظام لم يتعامل مع الثورة كثورة وإنما اعتبرها مظاهر احتجاجية تساعد في تشكيل ضغط على النظام للتسليم بمطالب سياسية في حواره معه.
الحديث في هذا الظرف عن مجلس انتقالي هل هو مجدي وماذا عن إدراج إسم حزب الرابطة ضمن المجلس كما جاء في المشروع الأولي؟
موضوع المجلس الانتقالي في الأساس كان يجب أن يكون كآلية وسيطة بين النظام الحالي والدولة المدنية الحديثة المأمولة..
وكان تفكيرنا أننا يجب أن نبحث عن ممر آمن في غياب جيش احترافي كالذي في مصر أو تونس (ولو كانا بدرجة نسبية).. وكان الحل الوحيد هو أن يشكل مجلس وطني حقيقي يشارك فيه شباب الثورة المستقلون عن الأحزاب بما لا يقل عن 40% والأحزاب بالتساوي وكذلك يمثل الحوثيون والحراك الجنوبي وشخصيات اجتماعية وأكاديمية.. ومن إقليمي الجنوب والشمال بالتساوي.. (شبيه بما أعلنته الأستاذة نادية عبدالله مرعي، عضوة في اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة)..
وأن تمثل المرأة بما لا يقل عن 25% من كل شرائحه.. يختار من بين أعضائه مجلس رئاسة وحكومة ولجنة من علماء القانون الدستوري والقانون العام لصياغة مشروع دستور لدولة فدرالية من إقليمي الشمال والجنوب، وإعادة صياغة القوانين لتتواءم مع الدستور الجديد.. وأن تُنقل إليه السلطات كاملة عبر ما أسميناه "ممراً آمناً" وهو مجلس عسكري يتكون من وزير الدفاع ورئيس الأركان ونوابه وقادة الأسلحة والمناطق العسكرية.. هذا المجلس تكون مهمته فقط استلام السلطات من النظام الحالي وتسليمها للمجلس الوطني فور تشكيله.. ويُمثَّل المجلس العسكري في المجلس الوطني بخمسة أعضاء.. هذا ما نراه..
أما ما اقترحه الإخوة في المشترك فهو عملية وراثة كاملة للسلطة من الزملاء في المشترك وبتقسيمه عجيبة، ولا أظن أنهم جادون في هذه التشكيلة، وأنها مجرد أداة للضغط على النظام في حوارهم للشراكة في السلطة بينهم وبين النظام.. أما عن إدراج اسم حزب الرابطة "رأي" في هذه التشكيلة فلا علم لنا بذلك إلا من الصحف رغم أن حزبنا كان أول حزب انضم للثورة والوحيد الذي أعلن تأييده وانضمامه للثورة تابعاً منقاداً لأهدافها ملتزماً بسماتها وشعاراتها بأن "لا حوار مع النظام".
كيف تقيم الموقف الخليجي والأمريكي مما يدور الآن؟
هذا الموقف طبيعي ومنطقي.. فماذا نطلب من دول تجد أن أكثر أحزاب المعارضة تسعى إلى حوار لتقاسم الحكم مع النظام إلا أن يكون موقفها المرئي غير متعارض مع أحزاب معارضة.. فلن تكون مع الثورة أكثر منهم.. خاصة وبعض تلك الأحزاب تأتي ببعض من شباب الثورة ليلتقي بممثلي تلك الدول ليعكس ما يشبه المباركة لتلك الحوارات في حين أننا نعلم أن الساحات ترفض هذا وأنتم تعلمون.. بل رتبوا لقاءً لنفر من شباب مع النائب الفريق عبدربه منصور!! ومع السيد لزلي كامبل المدير الإقليمي للمعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي ومع سفير الإتحاد الأوروبي ومع ومع …إلخ.. ثم نأتي لنلوم دولاً إقليمية وعالمية ونطالبها بمواقف أكثر ثورية؟!!
هل لازال الحديث عن المبادرة الخليجية منطقيا اليوم؟
المبادرة الخليجية!! لقد تنافست السلطة والإخوة في المشترك بالقول أنهم معها.. والحقيقة أننا أعلنّا شكرنا لإهتمام الإخوة في دول الخليج بحقن الدماء في بلادنا.. وكنّا نتوقع عدم صدقية الطرفين.. وطُلب منّا الحضور لحفل توقيع كان سيتم واعتذرنا شاكرين.. وهي من ناحية تشكل حالة أفضل بكثير من مبادرة المشترك ذات الخمس النقاط التي وافق المشترك في بندها الثالث على أنها تقوم على الانتقال السلمي للسلطة بناءً على التزامات الرئيس بعدم التوريث وعدم الترشيح في عام 2013م؛ وفي بندها الرابع يُعطى للرئيس أن يحدد مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة خلال فترة زمنية لا تتجاوز نهاية العام؛ والبند الخامس أن يُعرض على الشعب بعد ذلك والقوى السياسية للرفض أو القبول.. وأورد نص البنود الثلاثة:
3- الانتقال السلس للسلطة استنادا إلى التزامات الرئيس المعلنة بعدم التوريث والتمديد وعدم الترشح في انتخابات 2013م.
4- يحدد الرئيس مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة وعدم توريثها خلال فترة زمنية لا تتعدى نهاية هذا العام.
5- يعلن الرئيس هذه الخطوات للشعب وكافة القوى السياسية بتحديد موقف منها بالقبول أو الرفض.
أما ما يقال من أن المبادرة الخليجية أعفت النظام ورموزه من المحاسبة، فقد شمل هذا كل من شاركه في الحكم طوال مراحل عهده..
ومن ناحية أخرى أنه منذ بدء الحوارات أواخر فبراير والمبادرات في:2/3/2011م عبر العلماء والمشايخ والمشترك.. كان التعامل مع الثورة على أنها أزمة بين المشترك والرئيس وأسرته.. ولم يتم التعامل مع الأمر على أنه ثورة..
وجاءت مبادرة دول الخليج وبَنَتْ على ما هو قائم بين أصحاب "الأزمة".. أما الحديث اليوم عن المبادرة الحليجية فلن يمنع أحد أحداً من الحديث.
أين أخطأ المشترك خلال هذه المرحلة؟
الأخوة في المشترك هم من يقيم أخطاءهم ولست أنا،، وكلامي فيهم مجروح.. فإن قلت إيجاباً فهم أصدقاء وإن قلت سلباً صادقاً فقد يُعتبر شأن السياسيين في قولهم على بعضهم.
ويقول العلامة الموريتاني الكبير الشيخ عبدالله بن بيه : "إن من أهم قيم المرحلة المقبلة قيمة (التعاون على البقاء) من أجل تحقيق التنمية الشاملة بعد أن سادت البلاد العربية فكرة (التنازع على البقاء).. ومن تلك القيم أيضاً (التواضع) بين جميع القوى الحية في المجتمع، حيث أن (الكبر) كان السبب الرئيس في عدم سماع الحكام لشعوبهم وما يعانون منه".. فإذا كان هذا بالنسبة للحكام فكيف بالمعارضات!
وأتمنى منّا جميعاً أن نترك الشباب في الساحات دون أي تدخل في قراراتهم.. فقد أدى تدخلنا إلى خلاف وصراعات بينهم، وتأخير أو إعاقة تحقيق الثورة لأهدافها في أقصر وقت وأقل تكلفة.
وماذا عن الأطياف الأخرى من المعارضة ، وعن الذين انضموا من الحزب الحاكم إلى صف الثورة؟
لا يوجد أحزاب أخرى إلا الرابطة "رأي" الذي انضم منذ البداية للثورة، وعلى تواصل بمختلف الساحات ويعمل شبابنا فيها مع زملائهم،.. وحزب التجمع الوحدوي الذي انضم مبكراً وهو الآن في شراكة مع المشترك.. وحزب جبهة التحرير.. وكل يقوم بدوره مع الشباب ودون فرض رأي أو قرار عليهم.. وجاء الإخوة الذين انضموا من الحزب الحاكم وهم كذلك.. ولا ننسى دور الحوثيين الذي بدأ ينتشر في عدة محافظات (وأحياناً يحسبون كحلفاء للمشترك وأحياناً غير ذلك).
هل ترى إن الدخول في نقاش سياسي مع الرئيس هو ما أخر العملية الثورية؟
أي حوارات في ظل ثورة هو إضعاف للثورة.. ولم يحدث في التاريخ شيء من هذا إلا عندنا.. ولا يأتي أحد ليقول: "اليمن له خصوصيته".. نعم له خصوصيته لكن الثورة أيضاً لها سماتها وخصوصياتها وآلياتها وأدواتها وليس من ضمن ذلك الحوار مع نظام لإقامة تقاسم للحكم معه بينما الثورة قامت لإسقاطه.. هذا استغلال لتضحيات الثوار أو استخدام لهم.. كان النظام يتساقط في شهر مارس الماضي.. وكان حتماً سيسقط ذلك الشهر لولا الحوارات التي كانت تجري فيما دم الشباب الشهداء لم يجف ولم تشيع جنائزهم الطاهرة بعد.
ماهي نقاط القوة في العملية الثورية منذ البداية وهل كانت قادرة على الحسم؟
نقاط القوة توحد الشباب وقيادتهم لكل الأعمار والأحزاب المشاركة ومصداقيتهم واستعدادهم للتضحية.. وهي كانت ولازالت قادرة على الحسم إن ابتعدنا كأحزاب عن التدخل في قراراتهم وإن أدركنا أنها ثورة لا أزمة سياسية.. وإن دعمناهم بلا تدخل فإنهم كانوا ولازالوا قادرين وهم من سيوحد الجميع..
أنا على ثقة أن هذا التدخل منّا كأحزاب في شؤون شباب الثورة وعدم تركهم وشأنهم إلا من نصيحة أو دعم.. هذا التدخل يضعف الثورة ولكن استمراره سيأتي بوبال على كل من سيستمر في التدخل فشعبنا كما يريد محاسبة النظام على مفاسده فإنه سيحاسب أي حزب يساهم في إفساد ثورة شبابه.
ومن نقاط القوة الهامة أيضاً أن الشعب قد يئس من حل حقيقي تأتي به الأحزاب بأدواتها التقليدية، التي تجاوزتها أدوات الشباب.. ووجد أنهم قد أصبحوا ينتهون من حوار ليبدأوا حواراً آخراً دون أي جدوى.. وآليات الشباب قد تجاوزت آليات الأحزاب التقليدية.. والنظام الحاكم قد فقد مصادقيته وكثرت مفاسده والشعب يطحنه الظلم والغلاء والفقر والمرض والبطالة.. فجاءت الثورة لتمثل الأمل.. ولازالت هي الأمل.
قلت إن آليات الشباب قد تجاوزت آليات الأحزاب ووصفتّها بالتقليدية، هل تلمّح إلى خلل ما في الأحزاب وأدائها في الثورة؟!
لا شك في ذلك؛ ليس فقط آليات الشباب التي تجاوزت آليات الأحزاب.. بل إدراك الشباب قد تجاوز إدراك الأحزاب، في أن لا فائدة من أي إصلاح من خلال هذا النظام؛ فانطلقت تطلعاتهم وثورتهم إلى التغيير الجذري للنظام شكلاً وموضوعاً وآليات ونظام دولة ونظام حكم، بل وكامل المنظومة السياسية (في السلطة والمعارضة)…إلخ..
ولم يدرك الكثيرون ذلك.. بل البعض لازال يبحث عن تغييرات جزئية من خلال نفس المنظومات ويدلل بمواد الدستور الذي يقوم عليه نظام الحكم المطلوب إسقاطه.. ونظام الدولة المطلوب إعادة هيكلتها.. وظهر البون شاسعاً في التعامل مع نظام الحكم.. ثورة قامت لإسقاطه والبعض غارق في التقليدية يريد استثمار ضغوط الثورة للشراكة مع الحكم الذي قامت الثورة لإسقاطه.
نحن في حزب الرابطة "رأي" أدركنا مبكراً أهمية التغيير في إطارنا.. وفي مؤتمرنا التاسع دخل القيادة 60% من القياديين الجدد، وحوالي 25% من قطاع المرأة.. وكنّا نعتقد أنها طفرة كبيرة.. لكننا أدركنا، حال ظهور بوادر إمكانية قيام ثورة في بلادنا، سمات الثورة التي تتلخص في:
- إنها سلمية التوجه أساساً.
- إن الذي بدأ بالثورة هم فئة الشباب ثم في حالات انضمت لها بعض الأحزاب.
- إن هذه الثورات جميعها لم تقم من أجل مطالب فئوية أو طبقية أو لأسباب وقضايا قومية أو دينية أو أممية.
- إن السمة الهامة أيضاً هي أن ثورات القرن الماضي جاءت في ظل صراع نظريتي الرأسمالية والاشتراكية.. بقيادة قطبين.. رغم ما طرحته من أسباب محلية، إلا أنها سارت في أداء دورها في إطار الحرب الباردة بين القطبين.
أما ثورات الشباب والشعوب التي انطلقت هذا العام.. فهي جمعيها ثورات محلية.. في غياب "القطبية الثنائية أو المتعددة".. وبالتالي فهي ليست موجهة إلى دول في فلك قطب معاد.. ولا تستهدف بذاتها كثورات أي نظام آخر خارج كل قطر قامت فيها.
لذلك فإن التحسس المطلق من مصطلح "ثورة" قد غادره معظم من كانوا يتحسسون منه في القرن الماضي عندما كانت كثير من الثورات توجّه في صراع الحرب الباردة.
- أن هذه الثورات موجهة إلى الداخل لإسقاط الأنظمة، وليس السلطة فقط، مما يعني إعادة هيكلة الدولة، دستوراً ونظام دولة ونظام حكم وقوانين، لتتمكن من أداء:
1) وظيفتها في اتجاه مجتمعها، أمناً واستقراراً وتنمية شاملة وعدلاً ومواطنة سوية.
2) وظيفتها في اتجاه الإقليم، علاقات متميزة إيجابية للإسهام في أمن واستقرار الإقليم وتنمية وتعميق للمصالح المتبادلة.
3) وظيفتها في الإتجاه الدولي، بإقامة علاقات دولية سوية، تتفهم مصالح الآخرين في بلادنا وترعاها ومصالح بلادنا مع الآخرين ولا تفريط فيها.
فهل نطالب بكل ذلك التغيير وإعادة الهيكلة في كل شيء إلا في أنفسنا ومنظماتنا؟
سيكون أمراً معيباً وغير منطقي إن لم نعمل "حالاً" على إعادة الهيكلة لأحزابنا "شكلاً وموضوعاً" وهياكلاً ورجالاً وعقليات ومفاهيم سياسية..
لذلك نتداول في صفوف قيادات حزب "رأي" مشروعاً هاماً أسميناه "السفر إلى المستقبل" يهدف إلى تحديث شامل في الحزب.. ولا نكتفي بأن يكون ضمن القيادة أكثر من 60% من القيادات الجديدة.. فقد وجدنا أنه في وجود قيادات كبيرة يحدث تردد في استخدام الصلاحيات من القيادات الجديدة؛ وأن قوة "العادة" تغيِّب عنّا كفاءات وقدرات من حولنا؛ وأن "ثقافة" اعتقاد فهم القادة الكبار أكثر من غيرهم، تطمس عقولاً شابة وتعتم على ظهور إبداعاتها..
لذلك فإن أهم اساس في التطوير والتحديث هو تسليم كامل القيادة للأجيال الجديدة؛ وأن يصبح للقيادات الكبيرة دور استشاري فقط من خلال هيئة استشارية تضمهم بينما يتولى القيادات التنفيذية كاملة صف من القيادات الجديدة..
وأن يتم ذلك وفق برنامج حقيقي وفعلي يتضمن إعداداً تأهيلياً وتدريباً لتنمية المهارات القيادية، وهو استكمال أكثر كثافة لما بدأناه سابقاً في هذا المجال؛ ويشمل البرنامج إلى جانب الدراسة التأهيلية المتخصصة، تدريباً عملياً للممارسة فينتهي باستلام القيادة بطريقة ديمقراطية، ومن خلال مؤتمر عام للحزب يُعقد خصيصاً لهذا الغرض.
هذا ملخص لما نعمل جادين على بلورته وإعلانه خلال الأيام القادمة ثم السير في تنفيذه.. ليخوض حزبنا تجربة فريدة في بلادنا وفي العالم العربي.. ومن يقرأ بعمق سيدرك أن "السفر إلى المستقبل" لا يتأتى ولن يتأتى دون تطوير حقيقي لهياكلنا وآليتنا وفكرنا.
ألا تخشى من الانهيار الكلي اقتصاديا على ضوء مايدور الآن؟
لا شك أننا على وشك الانهيار اقتصادياً.. لكن هذا نتيجة متراكمة للفساد والغلاء والبطالة والعبث بالموارد.. والخوف الأعظم هو انهيار كل شيء.. واسترخاص الدم.. هذه هي الكارثة الكبرى التي ينساق له النظام ومصارعوه.
كيف تقرأ مايدور الآن في أبين؟
ما يدور في "أبين".. خليط من أفعال النظام وألاعيبه، ليعطي إشارة كاذبة أن غيابه سيؤدي إلى انتشار وقوة للقاعدة والمتطرفين، لكن الحقيقة أن هذا حدث منه وفي وجوده.. وما وجده المتطرفون من فرص مكنتهم من تغيير أساس في استراتيجيتهم التي تحولت إلى التمركز والحكم.. وهو أيضاً سيكون جاذباً لتدخلات دولية.. خاصة وقد بدأوا يستهدفون "لحج" و"عدن" الواقعتين على خط الملاحة الدولية وعلى باب المندب.
ماهي دلالات عدم وجود قوات مكافحة الإرهاب في أبين؟
الإشارة الكاذبة المذكورة في إجابة السؤال السابق.
كيف يمكن النظر إلى اجتماعات القيادات الجنوبية خارج البلاد ونتائجها؟
أحدهم أعطى إشارة إلى المعارضة.. والآخر للدول.. كلٌ يقول أنا هنا.. أريد دوراً . ومن حق كل إنسان أن يبحث عن دور في الإتجاه الذي يرتاح إليه.. ومن حق كل إنسان أن يكون له توجه ورؤية يعمل على تحقيقها.. ولست متأكداً هل التوقيت كان موفقاً؟!
وكما هو معلوم، بالنسبة لنا، أننا طرحنا الفدرالية كحل لأزمات بلادنا منذ عدة سنوات.. كما حددنا منذ أكثر من (16) شهراً أن تكون الفدرالية بين إقليمي الشمال والجنوب، على أن يكون في إطار كل إقليم وحدات حكم محلي.. ومع كل ذلك، فالناس أصحاب المصلحة هم في النهاية الذين يحددون الإتجاه الذي يسيرون فيه.
هل كنت تفضل دخول القيادات العسكرية بإعلان الحياد وليس الانضمام للثورة؟
إذا كان الإنضمام بشروط الثورة ودعمها وأن لا حوار مع النظام فهذا أفضل.. والحياد قد لا يتأتى.. ولكن لازال لدي أمل في أن يكون دورهم قادماً.
أقارب الرئيس أين يمكن وضعهم الآن وفي المستقبل؟
أقارب الرئيس هم الآن أقارب الرئيس وفي المستقبل سيكونون أقاربه.
من خلال معطيات الواقع، هل يمكن أن ندخل في حرب طويلة الأمد؟
أقول كارهاً.. قاسية وقذرة طالت أم قصرت.. ابتهل إلى الله أن أكون مخطئاً في توقعاتي.
هل فعلا السعودية غير قادرة على المساهمة في حل هذه الأزمة؟
أي دولة في الدنيا لن تستطيع عمل شيء إن كنّا قد أظهرنا توصيفاً غير حقيقي لما يجري.. فإن استمرار اصرار بعضنا على توصيف ما يجري على أنه أزمة سياسية بين بضعة أحزاب سياسية وبعض النظام الحاكم فلن تستطيع السعودية ولا غيرها المساعدة في حل قضية لا وجود لها.. والأمر شبيه بوصف مريض للطبيب ما يعانيه بصورة مغايرة للحقيقة.. وبالتالي قد يصرف له علاجاً لمرض لا يعاني منه، فهل يشفى؟!
ماذا تقول لشباب الثورة؟
أقول: الثورة ثورتكم وشعبكم معكم ونحن معكم تابعون ومنقادون لكم.. لا تسلموا قيادها لغيركم.. والنصر صبر ساعة.. وحتماً بإذن الله ستنتصرون.. ولا تسمحوا بتشتيت جهودكم أو تكثير خصومكم أو تصدقوا من يحمل تردده في تأييدكم الكامل للآخرين.. ولا شأن لكم بأي صراعات تفسد سلمية ثورتكم فقوتها في سلميتها.. والله ناصركم (فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم القوي القادر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.