جعل الله التسامح غريزة وفطرة إنسانية كي يستطيع الإنسان التعايش مع أخيه الإنسان ، وكانت اللغة المترجمة لتلك الغريزة البشرية هي لغة الاعتذار التي يعبر بها المذنب عن ما يخالجه من ندم وتستجلب بها عطف من وقع عليه الخطأ ليعلن الصفح والتسامح ، ولو لم تكن هذه الغريزة الإنسانية لما اختلفت حياة البشر عن الحياة الحيوانية المتوحشة .. لقد مرت اليمن بكثير من الأيام السوداوية وعانى اليمنيون أقسى أيام التاريخ من حروب داخلية وأزمات سياسية واقتصادية بعضها جبرية وأخرى مفتعلة لتحقيق مكاسب سياسية أو حزبية ، أو لإجبار المواطن للرضوخ لوضع قائم . ومن أشد ما مر على اليمنيين في التأريخ الحديث هو ما دار من حرب أهلية صيف 94م إثر خلافات سياسية لم تجد سبيلاً للانفراج إلا إلى حرب شعواء أهرقت دماء اليمنيين وأزهقت أرواحهم ولم تنل فيها الحكمة والموضوعية شيئاً من الاهتمام . كما أن للحروب الست في صعدة وحرف سفيان التي حملت طابعاً سياسياً ومذهبياً بامتياز أثر كبير في سفك الدماء واستنزاف الموارد لا لشيء سوى تحقيق أجندة سياسية ! ولذلك كان لابد من الاعتذار من حكومة الوفاق ، لكل من تضرر من أبناء الشعب ، عن كل ما بدر من الحكومات السابقة في العهد البائد رغبة في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة وابتداء عهد جديد يعيش فيه اليمنيون آمنين مطمئنين تربطهم روابط الأخوة والمحبة والسلام وتجمعهم مبادئ العدالة والمساواة والقبول بالآخر دونما تهميش أو تفضيل أو ازدراء .. وفق الله الجميع لكل خير وحفظ الله اليمن من كل مكروه . رابط المقال على الفيس بوك