قد يقود عنوان المقال إلى افتراض تلك المقدمة الإطلالية التي تعبق بالتفاصيل المفرغة من كل شيء عدا التمجيد والسيادة وهذا الأمر لم يعانقه قلمي طالما وأنا سأناقش قضية تؤرق الكثير من طلاب الدراسات العليا وتكمن مصداقية المعانأة في أن هذه السطور تخطها أنامل طالبة متقدمة للدراسات العليا في جامعة صنعاء. انتهاج سياسة ترتقي بالعملية التعليمية فهذا الأمر مرحب به وعادة ماتكون هذه المنهجية عبارة عن مجموعة قرارات يتخذها الوزير أو رئيس الجامعة ولكن الإشكالية هنا أو بالأصح الكارثة العظمى تكمن بأنهم يحصرون مصير العملية التعليمية في زاويتين ضيقتين إما المتدني الذي يقود إلى الأسوأ أو العالي الذي يفوق حدود إمكانيتنا وهذا ماهو حاصل في مسار السياسة التعليمية في بلادنا التي مخرجاتها لاتستحق الإشادة والذكر وبلحظات صحو بعيدة عن دراسة الواقع وظروفه الصعبة يصبح التوفل شرط أساسي للتسجيل ومعيار القبول في الدراسات العليا دون مراعاة نتائج قرار كهذا بوجه طلاب منذ المرحلة الإبتدائية والبيئة المحيطة بهم لاتؤهلهم أن يكونوا طلاب دراسات عليا ولكن الإرادة والطموح أستطاعت أن تتجاوز كل الأوضاع المزرية التي تمر بها البلاد فالطالب يتخرج من الكلية بمشقة بالغة في ظل الفقر والبطالة الذي لايخفى على أحد تأثيرهما على التعليم الذي يجعل مرحلة البكالوريس هي المرحلة النهائية والقصوى التي يستطيع الطالب الوصول إليها لأن الواقع يقودهم بعد ذلك نحو العمل والبحث عن مصدر للرزق وتوفير حياة كريمة حيث أن أغلبهم قد توجهوا نحو هذا الفرض وهم مازالوا طلاباً فالظروف هي من تضع دائماً خطاً للأحلام لتجعل أقصى حدودها التخرج من الجامعة فمن غير المعقول بأنه في ظل أوضاع كهذه تُصدر قرارات مجحفة تُغلق الباب بوجه من كافح وحاول أن يُصارع كل هذه التحديات لإكمال المراحل التعليمية بالإلتحاق بالدراسات العليا يواجه بعبارة أنت غير مقبول بسبب أنك لاتحمل مؤهل التوفل طبعاً أنا وغيري كثير من الطلاب نرحب بشرط كهذا من منطلق أننا ندرك إيجابيات وميزات أن يكون الباحث الأكاديمي يمتلك لغة تعتبر عالمية بحيث أنه في هذه المرحلة يتحول الطالب من متلقي إلى منتج معلومة يقوده فضوله كباحث إلى تعزيز قدراته التي تؤهله لكسر القيود الفكرية التي تجعل بحثه محصوراً في مناهج عربية قد تكون ضئيلة أما احتياج التخصص الذي أختاره لكن هذه الميزة المحسوبة لصالح الإرتقاء بالعملية التعليمية لاتكون بهذا الشكل كشرط أساسي للقبول لأنه من الطبيعي الذي يجعلني أجزم القول بأن إحصائية المقبولين لن تتجاوز 5 % والبقية يرفضون ليعودوا للواقع بتذمر ويأس وبقناعة بأن طموحه لمواصلة المرحلة التعليمية لم يكن صائباً في ظل إنصدامه بسياسة تعليمية لاتراعي الواقع فتتمحور أحلام الطلاب في شهادة البكالوريس وتتلوها مرحلة الإنخراط في الواقع العملي الكفيل بهدم كل تفكير من شأنه أن يقود لفكرة إكمال الدراسات العليا في الوقت الذي ننتظر من الحكومة أن تُحاول تبسيط الأمور وعدم تعقيدها وخصوصا أننا في مرحلة نحتاج فيها إلى الفئة المتسلحة بالعلم لذا أنُاشد وزير التعليم العالي المهندس هشام شرف أن ينظر إلى الواقع بعين الإنصاف والعدالة وإذا اراد إعتماد التوفل كمنهجية للإرتقاء بالعملية التعليمية فلتعتمدها كشرط لمنح درجة الدكتوراة وليس كشرط أساسي للقبول والتسجيل في الماجستير . بقايا حبر : الحقيقة ليست دائماً مُرة نحتاج فقط المصداقية مع أنفسنا لنتذوقها شهد التنمية [email protected] رابط المقال على الفيس بوك