أدناه جزء من محادثة بيني والدكتور هلال الأشول, أستاذ مشارك في المعهد السويسري, حول إمكانية ظهور قوى جديدة مؤثرة في العملية السياسية, بحيث تكون حاضنة لمشروع وطني ينتج حلولاً لمشكلات البلاد, والموضوع عبارة عن سؤالين طرحهما البروفيسور هلال أجبت عنهما بالتالي: ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام لتقوية أواصر الثقة بين الأجيال..؟!. هناك إشكالية ظهرت بعد حركة التغيير التي تمت في البلد منذ 2011م, ظهرت هذه الإشكالية من خلال بروز حالة سخط من الشباب تجاه الجيل السابق له, أي بين الشباب والكبار, عمل الإعلام على خلق فجوة بين الأجيال, وظهرت مجموعة شبابية تنادي بضرورة تحييد الكبار وإتاحة الفرصة للشباب في إدارة المرحلة القادمة دون وجود رؤية واضحة ولا قراءة تاريخية للأحداث تكون قادرة على تتبع بؤر الصراعات في البلد بحيث نستطيع ردمها, هذا كله خلق وضعاً متأزماً يصل أحياناً إلى درجة من الخصومة, ولذلك أجد أن مسؤولية الإعلامي هي أخلاقية في الأساس، وهذا ما يحتّم عليه ردم أية فجوة يمكن أن تنشأ داخل المجتمع. الشباب قادرون على الانتقال بالبلد من هذا الوضع المعقد إلى منطقة آمنة تستطيع فيها كل قوى الشعب أن تنتج برامج تنموية تخدم مصالح الوطن ومصالح الشعب ومصالح القوى ذاتها, لكن ما ينقص الشباب الآن هو التأهيل والتدريب على القيادة, أيضاً معظم الفاعلين من الشباب لم يحتكون بتجارب الدول الناجحة؛ ولذلك نحن لم نتجاوز بعد مرحلة القرن الماضي من حيث الانغلاق. لاحظ أن معظم المنح الدراسية تقتصر على مجالين في الغالب «الطب والهندسة» بكل تخصصاتهما, وهذا نتاج وعي مجتمعي يجد في الطب والهندسة مجالات مربحة وقادرة على أن تعطي الفرد مدخولاً جيداً, لأن الدولة لا تعطي الفرد أية حالة من حالات الأمان, بينما يتهرب الكثير من الطلاب من منح الإدارة والتسويق والعلاقات العامة وإدارة الأنظمة الفيدرالية والإدارة العامة. أما عن تمكين الشباب من المشاركة ولعب دور سياسي في البلد؛ فهذا هو ما يطمح إليه أغلبية الشباب الناشطين والفاعلين, ولذلك ستجد مئات الندوات والفعاليات والأنشطة التي تهدف جميعها إلى تمكين الشباب من الممارسة السياسية أو التأثير فيها, وفي المحصلة تجد أن درجة التأثير ضئيلة؛ وهو ما يشعر به كثيرون من الشباب، وعندها يصل إلى شبه قناعة أنه من الصعب الوصول إلى مراكز التأثير في صنع القرار السياسي, والأخطر هو توجُّه بعض الشباب للاحتماء بقوى كبيرة وفاعلة في العملية السياسية - الأحزاب, ودول الخارج, ومراكز القوى التقليدية - مثل القبيلة والمال الطفيلي المؤثر حقيقة في المسار السياسي, وبدلاً من العمل على خلق مساحة حُرة يعمل فيها الشباب تجد أن غالبيتهم قد تماهوا داخل دهاليز هذه القوى. وحول السؤال الثاني: رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد والمساهمة في صنع القرار..؟ يمكن أن أضع ملاحظة أولية هي أن معظم القوى الفاعلة في العملية السياسية الآن هي ذاتها القوى التي أنتجت معظم مشاكل البلاد, سواء من خلال أخطاء ارتكبتها نتيجة قرارات غير دقيقة أم نتيجة ارتهانها إلى قوى خارجية تدير عبر هذه القوى صراعاتها في الداخل, هذا ما أنتج حالة عدم ثقة بهذه القوى, وبالتالي تعجز هذه القوى عن إيجاد التفاف شعبي حول توجهاتها أو برامجها التي تحاول من خلالها إيجاد حلول للمشكلات القائمة. إذاً هناك حالة من الترقب لظهور أية قوى جديدة بوجوه غير مرتبطة بقوى فاعلة الآن وليس لديها سجل سيئ في قضايا فساد أو ارتهان إلى الخارج, ماذا لو تحالفت كل الشخصيات «التكنوقراط» المقيمة في الخارج مع شخصيات «تكنوقراط» في الداخل واشتغلت على رؤية موحدة لحل المشكلات الحالية ورسم ملامح اليمن الجديد. لدينا أكثر من 45 شخصية فاعلة وناجحة بشكل مبهر تقيم في الخارج لن تعجز عن إيجاد حلول ناجحة للبلد يعطيها الشرعية في رسم ملامح اليمن الجديد, ما رأيك؟!. أخيراً: لدي مجموعة لا بأس بها من الأفكار والرؤى التي استنبطتها من خلال لقاءاتي المتواصلة مع الشباب, ومن خلال علاقات لا بأس بها مع الكبار, انطلقت بها من قراءة تاريخية للأحداث ودور القوى المحلية والخارجية أنوي أن أعمل عليها بشكل أوسع وبعدها أقوم بنشرها إما عبر الصحافة أو إذا حالفني الحظ أنشرها في كتاب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك