تدخل أمريكا وحلفائها اليوم بشأن سوريا والوصول لضربها هل جاء نتاج لحظة زمنية راهنة تولد عقب ضرب الكيماوي في حادثة الغوطة؟ الحقيقة التي نستنتجها من خلال رؤية الواقع أن هناك سيناريو مرسوماً عبر عدة خطوات ذكية تقودنا إلى أن نقع فريسة سهلة في أحضان العدو دون أن نشعر والغباء ساعد وحال بين رؤية ذلك لنظن أن العدو يدافع عنا! نستنجد بالعدو الحقيقي دون أن نعلم أو نكتشف مسبقا أنهم هم من أوصلونا إلى هذه النقطة أو الفخ !. ليس بعيدا أن نقول إن الثورات السلمية كانت فخا نصب لنا للوصول إلى مرحلة أخيرة وهي تغيير الخارطة حماية لإسرائيل ..كيف ذلك؟ أمريكا وحلفاؤها يقدمون أنفسهم لشعوبنا أنهم إنسانيون يعملون لإزالة الظلم في هذا الكون! ويتدخلون لحادثة قتل الأطفال والشيوخ.. بالطبع لا يمكن لهم التدخل دون أن يوهموا شعوبهم وشعوب العالم بذلك وأنهم ليسوا غزاة بل مخلصين.. وقبل ذلك يوجدون مبررات وفخاخاً نقع فيها فيستغلونها للدخول عبرها والمجيء إلينا بلباس الفاتحين ! . نحن مشتركون في ما يحصل لنا عبر التناحر وعشق الكراسي نحن من يهيئ الأجواء ولا نكتشف فخاخهم التي ينصبونها لنا عبر مراحل للوصول إلينا بذكاء وطول نفس. يجيئون إلينا بلباس الإنسانية والمحررين.. في العراق كانت الحجة حكاية الكيماوي وبرغم أن الكيماوي لم يظهر وبان للعالم كذب أمريكا إلا أننا العرب صمتنا ورضينا بغزوها ولم نقم برفع دعوى قضائية في لاهاي بحق مجرمي الحرب ومحاسبتهم وتأليب شعوب العالم ضدهم. في سوريا هي نفسها ذريعة الكيماوي التي يتذرعون بها ورغم أن العالم بات يدري كم هي حجتهم واهية ومع ذلك كأن القوى المهيمنة التابعة لحلف الأمريكان لا يهمهم افتضاح أمرهم بين الشعوب الأخرى. القضية هي كيف أنهم يلبسون علينا أنهم ليسوا غزاة وكيف يصلون إلينا عبرنا وعبر دعواتنا وفتاوى علماءنا ؟ ليس بعيدا أن الغرب كان يفكر بأن الأمور ستؤول إلى تغييرات للأنظمة العربية ومن خلال الفوضى الحاصلة حينها يستطيعون النفاذ إلينا.. ظننا نحن الشعوب أن فرصتنا للتغير سنحت لنا يوم ظهرت ثورة البوعزيزي في تونس وظل الغرب يراقب دون تدخل لكنه كان ذكياً بأبعاد ما بعد الثورات السلمية وذكياً جدا عبر التهيئة للوصول عبر الشعوب نفسها دون أن تشعر الشعوب بذلك! الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها كوندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا سابقاً.. لا يعني أنها هي من وضعت الخطة للشعوب ووقتت موعد الثورات وطريقة الخروج على الحكام ..خرجت الشعوب بعفوية .لكنهم استطاعوا توجيه مسار هذه الثورات وبموافقة الشعوب وممثليها من الشباب والأحزاب .كانوا مدركين أننا سنقع في فخ الاحتياج إليهم لينقذونا !. في سوريا وقع النظام في الفخ من إيجاد ذريعة للتدخل وتخليص الناس من آلة الحرب حينما لم يسمح لهم بالتعبير وواجهتهم منذ اليوم الأول بآلة الموت التي لا ترحم .العدو كان مدركا لذلك ويعرف عقلية العرب الهمجية واستطاع تسليح المعارضة للمواجهة ليصل إلى تحقيق مبتغاه ووقعت المعارضة أيضا في فخ المواجهة مع إدراكها أنها خرجت سلمية والمفترض أن تستمر سلمية ما لم فعليها الرجوع وانتظار وقت خروج الشعب بأكمله لا بضع مئات !. العدو ينفذ إلى سوريا عبر الفخ الأول وهي الثورات السلمية ( الفوضى الخلاقة ) التي كانت أملنا للتغير فأضحت أملهم للنفاذ وتغيير الخارطة لأجل فقط إسرائيل وضرب المقاومة وتحطيم الجيوش القوية ومنها الجيش السوري وحزب الله .وغير بعيد أن يأتي الدور على الجيش المصري لاحقا ! السؤال الذي يطرح نفسه ..هل ستحقق أمريكا هدفها من خلال شنها الحرب على سوريا أم إن أملها في حماية إسرائيل التي سعت إليه سيجني عليها الدمار ونهاية حكم وهيمنة أحادية القطب الواحد؟!