عملياً سيأخذ انتظام العملية الدراسية وعلى مختلف مستويات التعليم النظامي أسابيع لمبررات عدة، يأتي في طليعتها تأخر وصول الكتاب المدرسي، فضلاً عن الجاهزية الإدارية للمدارس وانضباطية المعلم وغيرها من العوامل المؤثرة على انتظام العام الدراسي. ومع مطلع هذا العام الدراسي الجديد يمكن الإشارة إلى أن ثمة انطباعات ايجابية يمكن رصدها عن مستوى النجاح الذي حققه الأداء التعليمي، لعل في طليعتها نجاح العام الدراسي المنصرم بالنظر إلى ما كان عليه الحال خلال الأعوام السابقة. من المؤشرات التي تدعو إلى التفاؤل بإمكانية انتظام ونجاح التعليم لهذا العام يمكن التأكيد كذلك على انعكاس حالة الاستقرار السياسي على مجمل الأوضاع الحياتية بما في ذلك حالة الرضا الذي يعم مكونات المجتمع وتحديداً على مستوى التقدم الذي تحققه العملية السياسية وحالة التوافق الوطني حول مشروع بناء اليمن الجديد. و يمكن رصد مؤشر ايجابي آخر يعبر عن اضطراد العملية التعليمية ،وذلك فيما قرره الحراك السلمي بعدم تعطيل سير العملية الدراسية في المحافظات الجنوبية تحت أي مبرر كان.. وهي خطوة ايجابية تنم عن الإدراك بمسؤولية تجنيب الأجيال مخاطر الوقوع تحت براثن الأمية والجهل التي هي ألد أعداء الأمم والشعوب. وإزاء الأداء المتميز الذي واكب العملية التعليمية ينبغي التذكير بالجهود الدؤوبة والمخلصة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم خلال العام الدراسي المنصرم من أجل تصحيح الاختلالات التي اعترت النظام التعليمي جراء تداعيات الأزمة، وذلك من خلال العمل على توفير الكتاب المدرسي في وقته وإعادة روح الانضباطية إلى المؤسسة التعليمية، فضلاً عن تصحيح جانب من الاختلالات الهيكلية ومكافحة تفشي الظواهر السلبية ومنها ظاهرة التسرب التعليمي وحالات الغش، حيث لمس المتابع جملة من الاجراءات في هذا الاتجاه تتلافى تلك الحالات السلبية.. إلى ما هنالك من الخطوات المشكورة التي بذلتها قيادة وزارة التعليم وعلى رأسها الدكتور عبدالرزاق الأشول، وزير التربية والتعليم والدكتور عبدالله الحامدي، نائب وزير التربية ومعهما كوكبة من القيادات التربوية والتعليمية على صعيد معالجة تلك الإختلالات وتصحيح مسار التعليم .. وهي الخطوات التي نأمل أن تتواصل بكل ثقة واقتدار استكمالاً لإعادة قطار التربية والتعليم إلى مساره الصحيح من أجل بناء جيل يتربى على القيم الوطنية والمثل الأخلاقية ويتسلح بالعلم والمعرفة والتي بدونها لا يمكن إقامة صرح اليمن الجديد الذي يتطلع إليه الجميع بكل أمل واشتياق. رابط المقال على الفيس بوك