مقارنة مع جماعة الحوثي كخصم تقليدي له .. يقاتل الحوثي كخصم تقليدي لحزب الإصلاح من أجل جر هذا الحزب إلى معارك خارج سياق الحاجة والمصلحة الوطنيتين,غرور الحوثي يدفعه باتجاه خوض معارك تكتسب طبيعتها العبثية من حقيقتها المفرغة من أي أرباح سياسية أو وطنية ,وباستثناء الحاجة الملحة حوثياً لحضور هذه المعارك في مانشتات عريضة على صدر الصحافة الصفراء فإنه يمكن الفراغ من توصيفها سريعاً بإدراجها ضمن سياقات نسخة فريدة من الجنون الذي يلازم سلوك جماعة الحوثي منذ نشأتها وحتى يومنا هذا . في ال 23 من سبتمبر لسنة 90م تأسس حزب التجمع اليمني للإصلاح, وبعد ساعات سيحتفل أنصاره بمرور 23 عاماً على هذا التأسيس, سينتشي هؤلاء بامتلاكهم الحامل السياسي لهموهم وقضاياهم في الوقت الذي سيذهب «حماة السيد» للتحرش بقطاع من هؤلاء على تخوم العصيمات في محاولة ليست أخيرة للارتداد بهم نحو عقلية القنبلة والحزام الناسف التي هي عقلية حوثية قاعدية بامتياز .. لأسباب ذات صلة بطبيعة الجينات الفكرية التي نشأت عليها أيديولوجيا الحوثية يعجز أنصار السيد عن مغادرة عقلية القنبلة والاحزمة المفخخة، ولذا يعملون من أجل جر الآخرين إلى مربع عقليتهم تلك بشبق يشبه الجنون !. بالقدر ذاته من اليأس الذي تشعر به جماعة الحوثي إزاء عجزها عن مجاراة حزب الإصلاح على الصعيدين السياسي والشعبي، ستشعر الجماعة بفداحة الخطأ إزاء ركونها الى احتمال قدرة آلتها الحربية الهوجاء على استفزاز الإصلاح وجره إلى التعاطي مع نزقها وفقاً لخيارات تتباين مع النهج السلمي لحزب الإصلاح ,وهي خيارات يدرك الاصلاح تماماً أنها لن تحقق له شيئاً عدا إرهاق الوطن وإكساب سلاح الحوثي شرعية سياسية وأخلاقية أوشك على فقدانها ! من البداية كان الوطن خيار الإصلاح لا الحرب, وظل هذا الحزب يتصدر المشهد الوطني كحامل لتطلعات الناس ,بينما غرق الحوثي حتى أذنيه في حروب ضد هؤلاء الناس ,واستهلك سمعته باكراً في أذيتهم والتنكيل بهم في حدود المناطق التي تخضع لسيطرته . لم أكن أتمنى الحضور هنا لعرض مصفوفة مقارنات وطنية بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي ؛إذ باعتقادي ليس ثمة جدوى من المقارنة بين مكون سياسي عندما يجري تناوله تذهب الذاكرة بعيدا في استحضار جملة من الأنشطة السامية إما سياسياً عبر سلسلة من النضالات المرتكزة على فلسفة التطلعات الجماهيرية او اجتماعياً وإنسانياً عبر سيل من المشاريع الخيرية ومنظمات التعاون والتكافل الاجتماعي وبين جماعة مسلحة لايمكن تناولها خارج سياق مشاهد الكراهية والعنف وشحنات الأسلحة ! ثمة فرق كبير بين حزب مذ نشأ وهو في القلب من قضايا الغلابى والمعوزين وجماعة حصرت كل نشاطها السياسي من أجل «إسقاط حكومة العمالة» وطرد السفير ! ثمة فرق كبير بين حزب سياسي جعل من خيار الديمقراطية عنواناً اصيلاً للعبور إلى سدة الحكم ,وجماعة اعتمدت خيار إسقاط المحافظات بقوة السلاح في مشهد يعكس حالة سافرة من الاستهتار بفكرة الشرعية الدستورية والقانونية التي يعد الشعب مصدرها الأول ! لم تكن جماعة الحوثي يوماً في القلب من تطلعات الناس وآمالهم كما لم تمثل لهم مصدر تنوير وأمل ,وبعد أعوام على النشأة المريبة لهذه الجماعة لازال الناس يعتقدون بأن جماعة الحوثي وجدت على الأرجح لكي تنكل بهم وتروع سكينتهم لا لكي تمنحهم الأمل وتساعدهم على شق طريقهم باتجاه وطن مزدهر وسعيد !. هذه مقارنات بسيطة لحقيقة الفارق بين جماعة الحوثي وحزب التجمع اليمني للإصلاح ؛ ورغم ذلك أتوقع بأنني سأجد المكونين كليهما محشورين في عبارة واحدة لدى كُتّاب يصور لهم خيالهم الانتقامي أنهما أي الإصلاح وجماعة الحوثي عشبتان لنبتة واحدة ..ساعتها سأصرخ بكل ما امتلك من حبال صوتية : كفى ! ما كل هذا الاجحاف .. وكل هذا القبح! رابط المقال على الفيس بوك