الموقف المتشدد لأطراف النزاع في الساحة العربية السورية وتمسك كل طرف بخيار الحرب والهلاك والتدمير يعد كارثة وخيمة لا يحمد عقباها وخصوصاً بعد هذا الوضع المتصاعد الذي أصبح فيه كل طرف في سوريا بين كر وفر في معارك قتال تدار على مدار الساعة وتنتقل بين الساعة والأخرى من حي إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى وضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ والسواد الأعظم من الشعب السوري الذين لا حول لهم ولا قوة بعد أن تحولت منازلهم ومدنهم إلى ساحة قتال مفتوحة حيث تكون في المساء تحت سيطرة الجيش السوري الحر ، وفي النهار تكون بوابة انتشار للجيش النظامي يخوض فيها معارك ضارية لتحريرها من المتسللين المسلحين من الجيش السوري الحر ، وفي ضوء هذه الأوضاع القتالية تحولت معظم المناطق الريفية والمدن الرئيسة في الجمهورية العربية السورية إلى نقاط قتال ساخنة. في ظل هذا الموقف المتشدد فيه رأس النظام السوري بشار الأسد بعدم التنحي من السلطة والإصرار على الدفاع عن نظامه وبقائه ومواصلة قتاله كما يزعم في قمع المتمردين على النظام السوري أمام الموقف الآخر للثورة السورية التي يقودها الجيش السوري الحر بعدم قبول أي تسوية عادلة لحل الأزمة السورية، وأمام عجز كل طرف عن تحقيق انتصار على الآخر تتعالى بين كل طرف أصوات التكبير مما يجعل سوريا اليوم عرضة لتدخل دولي تحت أي غطاء (الاستخدام المفرط في السلاح الكيماوي) أو تحت حجة أخرى .. فالتدخل الدولي آتٍ ومؤكد لسوريا خصوصاً أن الموقف الدولي أياً كان في إطار الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة أو في إطار مجلس الأمن يتفق على ان الأطراف المتنازعة في الساحة السورية متورطون في جريمة واحدة في سوريا. رابط المقال على الفيس بوك