اليمنيون جميعهم عدا القلة ممن يعيشون على خراب الديار يرجون ويدعون الله بأن يتمخض مؤتمر الحوار الوطني بميلاد يمن جديد ترتضي عنه كل القوى والتيارات السياسية التي تعمل وتناضل من أجل يمن تسوده العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وتجاوز كل مساوئ الماضي وعلاته الذي كان سبباً في تخلف اليمن وبقائه في نقطة البداية التي لم يتزحزح منها خطوة واحدة منذ خمسين عاماً تقريباً عدا القليل من الرتوش التي لم تغير من الواقع المتخلف شيئاً، باعتبار أن مؤتمر الحوار كان الحدث الأهم لأنه التقى تحت جناحيه كل شرائح ومكونات الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وهذا ما جعله متميزاً تميزاً نوعياً عن كل المؤتمرات التي سبقته وهي بالعشرات، والتي لم تحقق أدنى ما كان يصبو إليه الشعب اليمني لمحدودية المشاركة فيه جغرافياً ومجتمعياً، فمؤتمر الحوار الوطني الذي بمسيرته الموفقة منذ ستة أشهر مضت ها هو اليوم يصل إلى المنتهى بعد أن أخذ ما أخذ من الحوارات والنقاشات والاختلافات والتعديلات والإضافات، وستكون الجلسة العامة الأخيرة للمؤتمر التي ستنعقد قريباً لتعلن من خلالها للشعب النتائج التي يرجوها الشعب منذ انطلاقة المؤتمر، وأهمها صياغة دستور وطني يلبي حاجات ومتطلبات كل الشعب، وأن يتجاوز كل مراكز القوى التي تريد دستوراً مفصلاً على مقاسها ليخدم أهدافها ومصالحها ويتجاوز المصالح الوطنية لكل الشعب اليمني على أن لا يعطى لأي كان الحق في غربلة وتعديل أي مادة من مواده.. كما كان الحال في الماضي حيث يسخر لمصالح آنية وشخصية لفرض الاستفراد بالسلطة أو تعديل بعض المواد التي كانت تقيد السلطات العليا باتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها على حساب مصالح الوطن والشعب حيث كان الدستور في الماضي ألعوبة في يد السلطة تعدل وتغربل دون أن يكون هناك رادع لمثل هذا العبث.. وهذا لا يعني أن تظل المواد الدستورية جامدة غير قابلة للحركة والتطوير حتى تتمكن من مواكبة ومسايرة حركة التطور محلياً ودولياً لكن عبر كل المكونات أو عبر مجلس النواب المنتخب هذا ما يجب أن يكون للدستور المقترح، كما أن المؤتمر الوطني للحوار قد أخذ الوقت الكافي في كيفية بناء الدولة المدنية الحديثة التي تعيد لليمن هيبتها وكرامتها وسمعتها بين الأمم بعد أن كان صوتها سيغيب في العالم القريب والبعيد جراء ما أصابها من سوء إدارة واقتصاد وتفشي الفساد وسرقة المساعدات والقروض التي كانت تتدفق على اليمن والتي لم تستفد منها سوى القوى التي لا تريد لهذا الوطن إلا البقاء في مستنقع الفقر والجهل والمرض والتخلف لتظل هي من تتربع على عرش السلطة، وعلى أشلاء وأنين الفقراء والجوعى من أبناء اليمن. إن محور النجاح القادم لليمن هو صياغة دستور قوي يلبي حاجات الناس ومتطلباتهم في الحرية والديمقراطية وتجاوز كل ماهو سلبي علق في مجتمعنا منذ عقود وكان سبباً فيما نحن فيه من تخلف وأهمها الانتصار للقبيلة على حساب جموع الشعب، تحديد مهام الجيش الوطنية وإبعاده عن الولاءات الضيقة قبلية أو حزبية، وإعادة بنائه باتخاذ الخطوات الشجاعة على أن يكون جيشاً وطنياً كما هي جيوش العالم.. شعبنا اليمني تحمل الكثير، وتعب كثيراً وحان الوقت أن يكافأ هذا الشعب على ما تحمله من عناء ومكابدة وصبر وحان الوقت لتنطلق عجلة البناء والديمقراطية. رابط المقال على الفيس بوك