بالأمس مرت علينا الذكرى الحادية والخمسون لانطلاقتك ايتها الثورة الغالية والخالدة , ثورة السادس والعشرون من سبتمبر, ثورة المجد والخلود , ثورة التغيير الحقيقي في حياة شعبنا اليمني العظيم . الثورة التي لا ينطفئ وهجها مهما مر من السنين لأنها ذكرى الثورة التي أعادت لشعبنا كرامته وأحيته من موته الطويل وأنقذته من الجمود والانقراض... وكل يوم يمضي يؤكد لنا مثل هذه الحقائق , وكل فتنة عاشتها بلادنا خلال العقود الماضية أثبتت لنا قيمتك ايتها الثورة في حياتنا وأهميتك كحدث تأريخي أخرجنا من ظلمات الاستبداد والتنازع والعصبيات والفتن الداخلية إلى رحاب الحرية والتآلف والاندماج الاجتماعي والأمن والاستقرار... تمر علينا ذكراك ايتها الثورة الغالية ولم يشعر معظمنا بهذه الذكرى (للأسف الشديد ) الا من خلال بعض الكلمات والأخبار والبرامج الجاهزة التي ذكرتنا بك عبر اجهزة الإعلام , فقد انحسرت مساحة ومظاهر الفرحة بذكراك من حياتنا ومشاعرنا كأفراد وجماعات نعيش على ثرى هذا الوطن الحبيب , ولم تعد مظاهر وأشكال الفرحة بذكراك كما كانت من زمان حيث كانت كل الشوارع والأحياء والمباني في المدن والأرياف تزدان بالأنوار والأعلام والشعارات وتشهد العاصمة وغيرها من المدن اليمنية العديد من الفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية احتفاء بذكراك , وكنا كشباب نردد بسعادة وفرح أناشيد الثورة ونتفاعل بقوة مع كلماتها وألحانها المتنوعة. تمر علينا ذكراك ايتها الثورة الغالية ونحن نمر في مرحلة حساسة وخطيرة في تأريخ هذا الوطن الغالي , مرحلة الإعداد والتحضير لبناء الدولة اليمنية الحديثة , بعد حوار وطني استمر لعدة اشهر بين مختلف الاطراف السياسية على الساحة الوطنية , وأتمنى من جميع هذه الاطراف ان تستفيد من دروسك وتستلهم معانيك ودلالاتك في رسم مستقبل مشرق لهذا الوطن الحبيب , مستقبل تتحقق فيه على صعيد واقعنا وحياتنا كل اهدافك الخالدة , ويعيش الجميع في ظل دولة مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة , وسيادة النظام والقانون , وهذا لن يتحقق إلا إذا استشعر الجميع واجبهم الديني والوطني وعملوا بروح الفريق الواحد وامتلكوا نظرة استراتيجية للمستقبل, ترقى فوق مستوى الحزبية والمصالح الشخصية والضيقة إلى النظرة الوطنية الشاملة وتغليب المصلحة العامة للوطن. وختاما علينا كيمنيين أفراداً وجماعات ان ندرك تماما أنك ايتها الثورة الخالدة ثورة فريدة في تاريخ الأمة العربية الحديث ذلك لأنك جئت من رحم الشعب لتحققي غاياته وتطلعاته وآماله في الحياة الكريمة والتطور المنشود والحرية والعدل والشورى وكل المبادئ والقيم السامية والأهداف النبيلة. ولتحققي أيضاً الأهداف الاستراتيجية التي انطلقت من أجلها وفي صدارتها التحرر من الاستعمار واستعادة الهوية اليمنية للجنوب المحتل واستعادة وحدة الوطن اليمني وبناء دولته الحديثة على أساس النهج الديمقراطي الحر . وبالتالي فأنت ايتها الثورة الخالدة كنت وما زلت تمثلي لنا نقطة الانطلاق الاولى نحو التغيير في بلادنا الحبيبة , ومن دلالاتك ومعانيك السامية هناك الكثير من الدروس الهامة التي يجب علينا الإطلاع عليها وفهمها واستخلاص كافة عبرها وعضاتها..فالأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادنا لا يمكن أن تفهم بعمق إلا على ضوء الخلفية التاريخية لك ايتها الثورة المجيدة , كما أن ملامح ومحددات المستقبل لا يمكننا قراءتها واستيعاب متطلباتها مالم يكن لدينا إلمام كامل بالخطوات الأولى التي قادتنا نحو التغيير والتحرر والانفتاح . لقد مثلت ايتها الثورة الغالية معانٍ وقيم سامية في تاريخ اليمن والأمة العربية وفي كفاح الإنسانية من أجل الحرية والتقدم ، ولم تكونى وليدة لحظة حتى تنتهي في أية لحظة ، ولا كنت عملاً جاء من فراغ وانتهت إلى الفراغ ذاته. بل كنت ايتها الثورة المجيدة وليدة معاناة مريرة وثمرة كفاح طويل، ولذلك بقيت واستمررت وحققت وأنجزت،وسوف تبقين وتستمرين خالدة في حياتنا وقلوبنا وعقولنا وتحققين اهدافك رغم كيد الكائدين وعبث العابثين وتربص المتربصين. رابط المقال على الفيس بوك