يجيء احتفاؤنا السنوي بالثورة اليمنية محدوداً بالمظاهر الشكلية والتمجيد الممجوج بإنجازات دون مستوى الطموح الثوري وبما لا يكافئ التضحيات العظيمة التي قدّمها الشعب اليمني في سبيل الانتصار المجيد للثورة والأهداف. وفي عقود مضت سادت هذه الاحتفاءات لغة التهميش الممنهج لعظمة الثورة ومجد انتصارها الذي لم يكن بالخلاص من الإمامة والاستعمار بقدر ما كان في الدفاع عن الثورة وفي الانتصار لمكتسباتها المجسّدة بالنظام الجمهوري؛ لأن معارك الدفاع عن الثورة أثبتت أولاً شعبية الثورة وثوريتها، ثم هزمت ثانياً قوى العدوان التي احتشدت ضدها وأحاطت بها لكسر طموحها والارتداد بإرادتها إلى مرتع التخلُّف والجمود. وفي مجد الانتصار الثوري تتجلّى الشراكة الوطنية التي جمعت ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه في معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية؛ فسقط الشهداء من كل الوطن في قمم الجبال ومواقع الشرف التي امتدت قبل حصار صنعاء في كل الشمال وكل الجنوب؛ لأن بريطانيا التي تحتل الجنوب كانت في حلف العدوان على الثورة في الشمال، فتحرّك ثوار الجنوب للمشاركة في معارك الشمال وللدفاع عن الثورة في مواجهة جيش الاحتلال البريطاني في الجنوب. وفي مجد الانتصار الثوري تتجلّى الإرادة الشعبية في صورة من العزم والانتصار لم تقف عند مجد الانتصار العسكري على حلف العدوان في الشمال وجيش الاحتلال في الجنوب؛ بل انتقلت بالنصر إلى مسار نضالي جديد تحت هدف الوحدة، ومن أجل تحقيقها فكان لها النصر على كل المؤامرات المعادية لثورة اليمن ووحدته قبل تحقيق الوحدة وبعدها حتى جاءت انتفاضة الشعب المجيدة في العام 2011م لتسترد هذا المجد للثورة والجمهورية وللوحدة والديمقراطية كما أكد ذلك خطاب الرئيس المشير عبدربه منصور هادي عشية العيد الحادي والخمسين لثورة سبتمبر. تستدعي اللحظة الراهنة الضرورة والحاجة والمصلحة للبدء ببناء ذاكرة وطنية واعية بتاريخها ومدركة لعظمته وأمجاده حتى لا تذهب بنا رياح التشويه والتجهيل إلى فضاء متناثر بالنزعات الانعزالية وتشرذمها الجهوي والفئوي ضداً على وانتقاصاً من الوطنية الجامعة لشعب وثورة وأمجاد ونصر وانتصار. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك