في الأيام الماضية مرت محافظة تعز بأحداث ذات دلالة كلها تصيح وا دولتاه.. وكلها تحكي غياب الحكومة ونوم الأجهزة الأمنية حد الموت وأحياناً تتحول هي إلى صورة من صور الموت والخوف والراعي للبلطجة أو الفوضى، أحداث تستدعي أن يقوم أبناء تعز قومة رجل واحد.. يتضح الإصرار على تدمير تعز وإدخالها في مربع الحرب والفتنة بكل الطرق والوسائل وبأيدٍ متعددة تتكالب على تعز بصورة موغلة في اللؤم الخبيث.. استمر الضرب الدائم ليلاً والاشتباكات التي تبدو كبروفة عسكرية، لا أحد سمع أن أمناً تدخل رغم معرفتهم بالأسماء، والبلاطجة والخارجون عن القانون معروفون وأكثرهم يسيرون في ظل شخصيات أمنية معلومة للجميع.. لم يرقهم الأمر فجاءت موجة من العنف المخطط له والذي يهدف إلى جر أبناء تعز لحرب ونار أهلية أو ماشابه، المهم لتحرق تعز تحت أي عنوان.. كان المشهد الأخطر اقتحام مقر الإصلاح، كان هجوماً غير مبرر ولا هدف منه سوى نزع ردة فعل من أكبر أحزاب المحافظة، لعل معركة عمياء تنشب مع الأمن والجيش ومن ثم بين تعز والجيش أو هكذا تدخل المحافظة «في حيص بيص» ودماء من شأنها خلط كل الأوراق في محرقة واحدة.. لم يحدث شيء، لقد سجل الإصلاح وعياً كبيراً وسلوكاً مدنياً أسقط المؤامرة التي سارع قادة الأمن للاعتذار منها واتضح أن لاعلم لهم بالأمر ليزيد الأمر غموضاً والمخطط سوداوية وبدا السؤال العريض: ماذا يحدث في تعز إذاً؟. هذا المطب السياسي فشل.. لم تمضِ سوى أيام حتى ندخل وبدون سابق إنذار في مطب بعنوان «قبلي» والفتن القبلية كعادتها لا «فرامل» لها ويسهل إشعالها بعنف، اغتيل الدكتور «فيصل سعيدالمخلافي» على خلفية ثأر قبلي مع محافظة مأرب ولكم أن تتصوروا أن تنشب حرب ثأرية بين مأربوتعز من شأنها أن تحرق اليمن كلها بحرائق لاتنطفي.. تم التحكم بردود الفعل وانتصر العقل أيضاً لتقول تعز لكل الأوباش أن تعز لاتستدرج للفتن العمياء أبداً وأن لحمها مر وأن الفتنة فيها تموت قبل أن تولد.. قرأنا أخباراً عن أيادٍ عديدة معروفة خططت لإحياء هذه الفتنة التي كانت قد انتهت بصلح قبلي، وحزنت تعز لفراق ابنها الدكتور الجامعي وأحد الأصوات المدنية المحاربة لظاهرة السلاح.. بعدها بأيام قلائل اغتيل «بسام الجنيد»، هنا كان العنوان طائفياً وتحدثت بعض مواقع الفتنة عن شيء من هذا القبيل وحددت بعض الأطراف تبرعاً وكأنها تقول اسرعوا انتقموا من الجهة الفلانية لعلهم ينجحوا في إثارة فتنة طائفية هي أخبث من سابقاتها على الاطلاق، لم تنجح هذه أيضاً لأن تعز كلها تحترم دماء أبنائها وأبناء اليمن، وهبّ الجميع لإيقاف الأحداث عند حدها وشعر الجميع أنهم مستهدفون بهذه الدماء وأن أي قطرة دم تسقط إنما تنزف من جسم المحافظة، بل تداعوا لينتهزوا هذه الفتن وتحويلها إلى فرص لقتل الفتن وصناعة الوئام وتقديس الدماء وتحريمها، والأصل أن يستمر التواصل والتثقيف بأهمية القربى والوشائج وخطورة أن تتجاهل الدماء، فمهما كان المقتول فهو لايعني سوى طلقة توجه إلى صدر المحافظة واليمن ولابد من التعامل مع الدماء بهذه الصورة وبهذا الإحساس الرفيع أن قتل إنسان هو قتل لكل الناس.. ذلك لو أردنا أن نحقن الدماء ونطفي الحرائق. و تبقى مسؤولية الأجهزة الأمنية فاتحة فمها مثل الأهبل العبيط متفرجة ك «شاهد ماشافش حاجة» هي المشكلة والجانب الأخطر في القضية الأمنية لا أحد يعذر السلطة الأمنية والمحلية في ضبط الأمن، وكما قلنا إن الحوادث الصغيرة تهيئ للحوادث الكبيرة وإن استهانة الأجهزة الأمنية بالقوارح الليلية في المدينة واشتباكات العصابات الصغيرة، بل ورعاية بلاطجة معروفين وإبقاء زعماء عصابات كقادة أمنيين وإطلاق سراح من يقبض عليهم، كلها تمثل تدميراً للأمن ورعاية للفوضى يجب أن تنتهي سريعاً وبصورة عاجلة وهي مسؤولية رأس الدولة في المقام الأول، لأن الوضع أصبح مقلقاً ومهدداً لأمن واستقرار اليمن كلها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك