صعدة المحافظة اليمنية الجميلة الساحرة ،بجمال طبيعتها الموصوفة-فيما مضى- بمدينة السلام ، لم يعد للسلام فيها مكان ،ولم تعد ساحرة ، فسحر جماعة الكرسي والحكم افقدها السحر الجميل الفاتن ،وتحول جمالها الى دمار وأطلال، تنبعث منها روائح الدماء المسفوكة ظلما ،والجثث الممزقة عدوانا، وكآبة المكان المتهالك، وأحزان الحروب المتعاقبة، وإزهاق الأرواح البريئة.. صعدة محطة الإمامة ،ومنطلق دعوتهم ودولتهم منذ 280ه (894م) بوصول أول إمام من الحجاز( الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم) الى اليمن ،هي من جعلتها تدخل في هذا الغمار الصعب، والظرف العصيب،والمعترك الخطير،من أوصلتها الى نقطة الصفر ، ابتداءً من طموح إعادة حلم قد ذهب وولى بقيام ثورة سبتمبر الخالدة 1962 ،المتمثل بإعادة الإمامة ،وحروب أدمت اليمن واليمنيين من اجل ذلك ، وليس انتهاءً بما يجري الآن من حصار لأهالي دماج العزل،فالطريق طويل ،مادمت صعدة خارج سلطة اجهزة الدولة.. حين نقف على دولة الإمامة(الأئمة)،ندرك التأثير السلبي من اغتصاب الارض، والسكوت عن المغتصبين القادمين من خارج حدودها،وما ترتب -جراء قدوم دخيل وسكوت أهل الارض عنه وتركه يعيث فيها -من فوارق اجتماعية ،وتمييز وعنصرية،فرقت بين اليمنيين ،وأحدثت فجوة كبيرة مزقت النسيج الاجتماعي، وفرقته وقادته الى التناحر والطائفية... لا يختلف ما أحدثه حكم الأئمة ،بالتدخل في شئون اليمن ،واغتصاب الارض اليمنية،عن باقي التدخلات الخارجية ،من استولوا قديما على اليمن من فرس وأحباش،حولت اليمن من ارض في الأساس يحكمها أهلها ،منذ بزوغ شمس الدنيا ،الى ارض تدار بالدخلاء ،بمشاريع لا تستوعب كل اليمنيين.. لست ضد مذهب بعينه،ولا أسرة ولا جماعة، وإنما ضد من يحول اليمن الى حلبة صراع ،يسعى باسم الدين والمذهب، والانتماء الى جهة أو أسرة أو جماعة، الى تدمير اليمن ،وسفك دماء اليمنيين ،وإعادتهم الى عبودية الماضي ،وترسيخ عنصرية الجاهلية ،وفوارق ليس لها مكان في ارض العرب الأولى.. على الدولة إعادة صعدة الى حاضرتها ،وإنهاء بذرة عودة الإمامة ،فدماء شهداء سبتمبر ،وما سفكت في حروب صعدة الستة ،مازالت متقدة تفوح عطرا ،برفض حكم الأسرة والمذهب ،ترفض عبودية تنسب الى الإسلام و آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ظلما وتكبرا.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك