بعد أن وصل قطار مؤتمر الحوار الوطني إلى محطته الأخيرة، وهي الجلسة العامة الثالثة والختامية.. وبعد أن جلس الفرقاء السياسيون على طاولة حوار واحدة، وأصبحوا أعضاء متحاورين بعد أن كانوا أعداء متناحرين.. وأخذت حدة الحوار ترتفع حيناً وتهدأ حيناً آخر وعلقت بعض المكونات أنشطتها والبعض انسحب ثم عاد.. بعد كل هذا الشد والجذب ترى هل سيتفق المتحاورون والفرقاء على حلول توافقية تجنب البلاد التفكك والانقسام.. وإنهاء المشاكل والأزمات ومعالجتها.. وهل سيتمكن أعضاء الحوار الوطني من تلبية طموحات آمال اليمنيين في بناء دولة الحرية والعدالة.. ثم ما هي الضمانات الكفيلة لتنفيذ مخرجات الحوار على أرض الواقع؟ وهل سينتصر أعضاء الحوار الوطني لوطنيتهم وحبهم لليمن؟ فمسئولية الوطن بأكمله أمنه واستقراره ووحدته.. تقع اليوم على عاتق أعضاء الحوار الوطني فالشعب اليمني يعلق آمالاً كثيرة ويعول كثيراً على مخرجات ونتائج الحوار.. فهم يتطلعون من أعضاء الحوار أن يتوصلوا إلى حلول توافقية ترضي جميع الأطراف بما يحقق مصلحة اليمنيين ويلبي رغباتهم في الحفاظ على وحدتهم، وبناء دولتهم الديمقراطية.. العادلة، والتي تحفظ لهم كرامتهم وتصون حقوقهم، وترسخ الأمن والاستقرار، وترسي دعائم التداول السلمي للسلطة. فيا أعضاء الحوار الوطني.. أنتم اليوم في موقع المسئولية التاريخية والدينية والوطنية، وعلى عاتقكم تقع مهمة إنقاذ الوطن، مما هو فيه، ووقف نزيف الدم اليمني المراق يومياً، ظلماً وعدواناً، في أرجاء اليمن، ومعالجة كل أزماته وصراعاته السياسية.. أنتم اليوم قضاة هذا الشعب وخصومه في نفس الوقت.. قضاة لأنكم ستحكمون من خلال قراراتكم النهائية في مؤتمر الحوار حينها أنتم من ستقررون مصير الوطن، وأنتم من سترسمون مستقبل اليمن القادم.. وأنتم خصومه إن جانبتم الصواب، وخذلتم الشعب، وركنتم إلى مصالحكم الحزبية والشخصية ومشاريعكم الصغيرة. يا أعضاء الحوار الوطني.. اليمن أغلى من الأحزاب والمكونات.. وأكبر من المصالح الخاصة والشخصية.. وأعلى من الأسرة والطائفة والقبيلة.. فأكبروا بحجم اليمن.. اليمن الذي هو ملك لكل اليمنيين، ويتسع للجميع.. واعلموا أنكم مراقبون من قبل الشعب، الذي ينتظر ويترقب مخرجات حواركم، فكونوا عند حسن ظنه بكم. يا أعضاء الحوار الوطني.. وأنتم اليوم تصوتون على قراراتكم النهائية.. تناسوا خلافاتكم ومشاريعكم الحزبية واعملوا فقط من أجل المشروع الكبير اليمن أولاً.. وأزيلوا الكراهية والأحقاد فيما بينكم، وأوجدوا ثقافة التصالح والتسامح.. وخلوا بينكم وبين الماضي المؤلم لنا جميعاً، واجعلوه وراء ظهوركم واتركوه بكل مساوئه وأحزانه، واتجهوا فقط نحو المستقبل.. فهو طريقنا نحو التقدم والازدهار.. ولا تراضوا طرفاً على حساب آخر.. ولا تعملوا حساباً لأحد مهما علا شأنه سوى حساب اليمن. يا أعضاء الحوار الوطني.. أنتم المسئولون أمام الله والتاريخ وأمام الأجيال القادمة عن مصير هذا الوطن، الذي يريد البعض أن يمزقه ويقسمه، ويعيدنا إلى عصور الصراعات والحروب. فالوطن.. أمانة في أيديكم.. وسفينة اليمن أنتم من تقودون دفتها.. وبيدكم نجاتها أو هلاكها.. ولن ينقذها من الغرق والهلاك إلا وحدة صفكم وحبكم لليمن وتوافقكم على الوصول به إلى بر الأمان والاستقرار.. فاختاروا لأنفسكم ما تشاؤون.. إما الحفاظ على الوطن ووحدته واستقراره، وحل مشاكله حلولاً عادلة ترضي الجميع، وحينها سيذكركم الشعب بالذكر الجميل، وسيسجلكم التاريخ في أنصع صفحات الوطنية والخلود.. وإما ان تمزق الوطن على أيديكم وفشلتم في تلبية آمال الشعب وتحقيق طموحاته وحينها فإن اللعنات والخيبات ستحل بكم وستلاحقكم أينما رحلتم.. فاختاروا لأنفسكم صفحات المجد والتاريخ أو لعنات الشعب والتاريخ. رابط المقال على الفيس بوك