الإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في 18من مارس2013م بصنعاء .. المحترمون انطلاقاً من مبادئ ثورتنا السلمية وحرصاً على كل ما يمكن أن يوصل إلى المصلحة الوطنية وانتهازاً للحظة التاريخية لواقع الحال ،وبعيداً عن الملاحظات والتحفظات التي لا يصغي لها المعنيون ولا السياسيون والمسئولون عن صنع القرار في بلدنا كما تعوّدوا منذ زمن بعيد، ومن باب حسن الظن إن جاز التعبير وبراءة للذمة وأملاً بسحائب(عسى ولعل)، وعملاً بقوله تعالى:(ولا ييأس من روح الله) ..أسطر لكم هذه الكلمات الموجزات: أيها المتحاورون: لقد وضعتم أنفسكم موضع الحكماء ،وطرقتم أبواب المجد ،واستقبلكم التاريخ بسجل أبيض ،ودون اسم كل واحد منكم في صفحة من صفحاته ،وأوكل لكم شرف التدوين. فكونوا الحكماء المنصفين ،والأحرار المخلصين ،والقادة المسئولين ،والإخوة المتحابين ،والآباء الحريصين ،والأبناء المتطلعين ،والشباب الطامحين ،والضعفاء الحالمين ،والأقوياء المنجدين ،والأمناء الحارسين ،والعلماء المتخصصين ،والمثقفين المستنيرين. فأخلصوا النيات وصححوا المسارات ودونوا صفحات التاريخ بأقوالكم وأفعالكم وأقلامكم، بما يحفظ للوطن ترابه ووحدته وسيادته واستقلاله ويحقق بناءه ونهضته ،وبما يرسخ في الشعب أخوّته وتعاونه وتلاحمه، وبما يضمن له حرّيته وأمنه واستقراره، ويحفظ له حقوقه، ويلبي آماله وطموحاته، ويحقق له أهداف ثورته وينجز التغيير المنشود .. بدءً بإقتلاع الاستبداد والفساد، وتضميد الجراح والانتصار للشهداء وإعادة الحقوق، ووضع أسس بناء الدولة المدنية وقواعد النهضة. وتتويج ذلك كله بدستور تتولى صياغته لجنة من المتخصصين المخلصين يحفظ ويحقق للوطن والشعب كل ذلك ويترجمه إلى مواد قابلة للتطبيق. واعلموا أيها المؤتمرون المتحاورون أنكم مسئولون أمام الله وأمام الشعب، وأن التاريخ سيحفظ سفركم ويخلد صفحاتكم وستقرؤها الأجيال من بعدكم، وبأيديكم أنتم أن تجعلوها إما مشرقة تنالون بها المجد والرحمة، وإما مظلمة تنالون بها الخزي واللعنة، فاختاروا لأنفسكم ما شئتم ،وتذكّروا جيداً قول الله تعالى:(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) ،وتذكروا أن الشعب إنما يمنح الفرص للتغيير السلمي وليس لعودة الاستبداد وإطالة عمر الفساد وأنّ الثورة مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها بإذن الله. أسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه الخير والصلاح والعزة والرفعة ليمننا الحبيب وشعبه الحرّ الكريم. الرحمة والمجد والخلود لشهداء الثورة والحرية والكرامة الأبرار النصر لليمن وثورته السلمية المباركة الخزي والعار للمستبدين والفاسدين والمتآمرين.
