الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه القرآن الكريم واصفاً رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإنك لعلى خلق عظيم}.. والإسلام دين الله إنما هو لإصلاح الناس “الإنسان” الذين كانوا يعيشون الحياة الجاهلية، قبائل متناحرة، متفرقة، تستعر بينها الحروب لعشرات السنين بسبب أمور تافهة، ويتعاملون في الحروب بأساليب وطرق لا إنسانية، ولا أخلاقية.. وكلنا نعلم عن حرب داحس والغبراء، وكذا حرب البسوس، وارتكبت في هاتين الحربين أبشع الجرائم من تشريد ونهب، وحرق للمساكن، وسبي للنساء، وقتل للرجال، ومصادرة للأموال، والثروة الحيوانية وفي إطار القبيلة الواحدة كانت تمارس العبودية، والتمييز، والتفريق، والظلم، والاستبداد من سادة القبيلة ضد القبائل الذين يعانون من جراء العلاقات القبلية الظالمة.. لذا كان الإسلام لتحرير الإنسان من العلاقات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية القبلية المتخلفة الظالمة، وإصلاح الناس، والمساواة بينهم، وإقامة العدل، وتوحيدهم تحت راية واحدة، هي راية الحب والتعايش، والتعاون، والمساواة، وإشاعة السلام، والتكافل بينهم، وإنهاء عادات الثأر، والانتقام وغيرها من العادات والتقاليد السيئة. ومع قوة القبيلة إلا أن هناك من كان يتمرد على نظام القبيلة الظالم المستبد بفعل تأثير ما يحملون من ضمائر حية، وإنسانية، وآدمية ترفض الظلم والاستبداد والاستغلال من أمثلة هؤلاء المتمردين.. “الشنفرة وتأبط شراً” وكانوا يطلقون عليهم في القبيلة بالمطاريد للحط من قيمتهم، أو الزنادقة، وكل ما بينهم وبين قبائلهم هو رفضهم للعلاقات الظالمة.. لكن مثل هؤلاء كانوا عبارة عن ثوار على نظم القبيلة، وكانوا من الشعراء الفحول، والفرسان الجهابذة.. فكانوا يُغيرون على القبائل، وقوافلهم، ويتسللون ليلاً إلى مواطن قبائلهم ويوزعون ما نهبوه وسلبوه على فقرائهم في القبيلة.. إلى أن جاء الإسلام ليشكل ثورة سماوية ربانية ضد نظام القبيلة السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري.. أي ضد التفكير الخرافي والمتخلف. الإسلام كدين وشريعة قد اصطفى الله سبحانه وتعالى لتبليغه، إنسان نادر في ذلك الوقت.. هذا الإنسان الذي وصفه الله إنه على خلق عظيم.. أيضاً قد عرف قبل الإسلام في قبيلته ب«الصادق الأمين» وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الذي كان إنساناً نادراً في قبيلته، وبين قبائل العرب جميعاً.. فإذا كان قبل الإسلام موصوفاً ب«الصادق الأمين» فإنه بعد أن اصطفى لتبليغ الرسالة كان أخلاقه الإسلام، وكان القرآن يمشي على الأرض بالسلوك، والممارسة، والفعل، وهو القائل «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فالإسلام كله إخلاق يا من تدعون الإسلام والانفراد به، وتمارسون ممارسة الجاهلية، فأفعالكم لا تدل على إنسانيتكم ولا هي من الإسلام، ولا تأسياً برسول.. فالمسلم الإنسان نادر في عصرنا حتى في حدوده الدنيا.. فالإنسان الإنسان نادر كالذهب يصعب الحصول عليه.. وهكذا الإنسان النادر هو من تأسى برسول الله وعمل بالإسلام، وليس بهواه. رابط المقال على الفيس بوك