التحدي الأكبر الذي ينبغي سرعة إنجازه هو مخرجات الحوار الوطني الشامل التي تحقق وحدة الأرض والدولة والإنسان وتعزّز قدرات العناصر القومية والوطنية للجمهورية اليمنية وتُخرج اليمن من النفق المظلم الذي حُشر فيه منذ 2011م، ولذلك فإن الذين يفتعلون المعارك الجانبية ويخلقون الاشتراطات الجديدة يؤكدون من جديد أنهم ضد الوحدة ومع مصالحهم الضيقة ولا يهمهم بناء الدولة، بل يقدّمون أدلة وبراهين أنهم تجار حروب وصنّاع أزمات، لأن بيئة الدولة القوية القادرة والمقتدرة على فرض سيادة الدستور والقانون ضد رغباتهم ومصالحهم، ولذلك فكلما قرب الشعب من أي استحقاق وطني تكتّلت قوى المصالح الخاصة بهدف إعاقة ممارسة الشعب لاستحقاقه ووضعت العراقيل والاشتراطات التعجيزية خارج إطار العهود والمواثيق الموقعة. لقد أشرنا بوضوح منذ 2008م ومن قبل ذلك بكثير أن القوى التي ترى مصالحها في بيئة الانفلات والانهيار للدولة لا تؤمن بالديمقراطية وقوة الدولة وسلطانها ولا تريد دستوراً وقانوناً، ولا تؤمن بالانتخابات بأي حال من الأحوال، لأن جميع ذلك تعده عقبة في طريق نمو مصالحها، والأكثر من ذلك أن المؤسسات الدستورية من وجهة نظرها عقبة في طريق مصالحها الذاتية، ولذلك فإن من أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى إعاقة المؤسسات الدستورية وشل عملها وتعطيل أجهزتها ومنعها من المتابعة والتنفيذ لمهامها الدستورية لكي لا تقضي على فساد هذه القوى، وكلما كانت الدولة ضعيفة وهزيلة كلما تمكنت تلك القوى من نهب خيرات الشعب بكل وسائل البطش في غياب الدستور والقانون وشل مؤسسات الدولة. إن بيئة الوضع الهش والحكومة المسيّرة الهزيلة هي البيئة التي تزداد فيها نشاطات المافيا وتجار الحروب، وقد حذرنا كثيراً من محاولة استبدال مؤسسات الدولة بكيانات غير شرعية منذ محاولات بعض القوى السياسية لإنشاء الكيانات غير الدستورية وجعلها محل المؤسسات الدستورية الأمر الذي يمكّن تلك القوى من ممارسة الفساد والنهب بعيداً عن مؤسسات الدولة ومحاسبتها، ولم يتوقف هذا الاتجاه بل ازداد ضراوة عندما أدركت قوى المصالح الذاتية أن مؤتمر الحوار قد أزف على الانتهاء فظهر بالبديل الذي يطيل عمر الفساد والإفساد والقضاء على المؤسسات الدستورية كلية وإيكال ذلك لمؤتمر الحوار وبناءً عليه فإن على المنتدبين للحوار أن يدركوا أنهم مفوضون بمعالجة المشكلات وليس بإدارة شئون البلاد، وأن يتحدوا من أجل حماية الشرعية الدستورية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك