الإغراء الذي تقدمه بعض القوى السياسية للمنتدبين للحوار الوطني لايعبر عن حسن النوايا بقدر ما يعبر عن عدم القبول بالوصول بالبلاد إلى الاستحقاق الديمقراطي الذي يتم من خلاله انتخاب السلطة التشريعية وانتخاب السلطات المحلية, ولأن هذه القوى لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالانتخابات الحرة والنزيهة ولاتحترم إرادة الشعب, فإنها جعلت من مؤتمر الحوار فرصتها لممارسة المزيد من الانتهازية واستغلال البلاد والعباد فأغرت أعضاء الحوار الذين تم اختيارهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية وقدمت مقترحاتها المتعلقة بإنهاء المؤسسات الدستورية وتفريغ الدستور والقانون من محتواه واستبداله بكيان غير شرعي ولم يدرك بعض أعضاء الحوار أن هذه القوى قد حاولت منذ 2008م الانقلاب على المؤسسات الدستورية بالكيانات غير الدستورية ولم تفلح. إن الإصرار على ذلك الفعل دليل قاطع أن تلك القوى لاتحمل نوايا حسنة تخدم المصالح العليا للبلاد بقدر ما تؤكد أنها تسعى وتستقوي وتتحالف من أجل تحقيق مصالحها الضيقة والذاتية فقط, ولذلك فإن المطلوب هو: - عدم الانخداع بزخرف القول الذي تزينه لها قوى خارجية تريد أن تجعل من اليمن بؤرة صراع. - الالتزام بالحفاظ على المؤسسات الدستورية وعدم الاستسلام لإغراءات تلك النفعية الانتهازية. - الاصطفاف الوطني الكبير من أجل مواجهة إثارة الفتنة التي تفتعلها هذه القوى مع غيرها من القوى ذات النوايا الأكثر سوءاً على البلاد والعباد. - الإصرار المطلق على عدم التفريط في الوحدة اليمنية مهما كانت التحديات التي تدفع باتجاهها القوى المتحالفة مع الشيطان. - بذل المزيد من الحوار وعدم الركون على العنصر الأجنبي مهما كان لديه من القول المعسول لأنه لايميل إلا إلى قوى الشر والعدوان وأهل اليمن أدرى بأمور حياتهم. لقد أزعجني كثيراً التغني بغير اليمني في الحوار الوطني والسبب في ذلك أن اليمنيين أهل إيمان وحكمة وليس بالإمكان أن يكون غيرهم أكثر منهم إيماناً وحكمة, ولذلك أشدد على ضرورة الاعتماد على الذات والانطلاق نحو استكمال الحوار في إطار المبادرة الخليجية وتحت سقف الوحدة اليمنية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك