الجميع يعلم أن الدولة اليمنية تواجه تحديات كثيرة ابتداءً بالأوضاع الاقتصادية مروراً بالأوضاع التعليمية والتربوية والصحية والأمنية وانتهاءً بالأوضاع السياسية وغيرها كثير لا يتسع المقام لذكرها، وتتبع هذه الأوضاع جميعها معيقات جسيمة ومعقدة، وكل هذه المعيقات سهلة الحلول إذا وجدت العزيمة القوية والإرادة الصلبة المملوءة برباطة جأش اليمنيين وعدم انهزامهم. ومما يندى له الجبين أن هناك خفافيش بشرية – مع اعتذاري لهذا المصطلح - كُتب عليها العيش في الظلام ولا تحب النور أبداً، وتحاول أن تعيش على الجيف وتقتات من المال الحرام سراً بطريقة مباشرة أو بواسطة زبانية الشيطان، وكأن لسان حالها يقول: من أين أعيش إذا قُطع رزقي؟ ولا يعلمون أن الله خالق كل شيء ومليكه تكفّل بأرزاق العباد وقال: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها..). ومما يحزن أكثر وتتفطر منه الأكباد أنه كلما بدأت اليمن تستعيد عافيتها ورونقها وجمالها وتحث خطاها نحو النهضة والتغيير والبناء والعمران ظهرت خفافيش الظلام بأشباحها ومناقيرها ومخالبها وأسنانها ووقفت أمامها حجرة عثرة وتعمل على التفجير هنا والتخريب هناك والنهب والفساد تارة وزعزعة الأمن والاستقرار تارة أخرى في محاولة بائسة لتعيد اليمن إلى أيام ما قبل التغيير وإلى عهود الإمامة والظلم والجبروت والتفرد بالسلطة والمركزية المقيتة التي جعلت جلّ الشعب اليمني يقاسون مرارة الجوع والفقر والمرض عشرات السنين وبعضهم آثر الاغتراب والبعد عن الأهل والأصحاب لعلّ وعسى أن يتغير الحال وتتغير الأحوال (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..). إن خفافيش الظلام كثيرون ويوجدون في كل زاوية من زوايا الدولة ويأكلون ويتمتعون دون رقيب أو حسيب؛ إما بسبب اعتيادهم على تلك الحال، أو بسبب الإجابة عن السؤال الشعبي: لماذا تفرعنت يا فرعون؟ قال: لأنهم لم يجدوا غيري، أو بسبب ترك الناس لهم وجعلهم يصولون ويجولون كيفما يشاءون. إن خفافيش الظلام هم الذين يحنون إلى الزمن الماضي والبائد ويقولون: والله كان الماضي أحسن؛ لأنهم لم يذوقوا حلاوة التغيير والدولة الصحيحة، ولم يطعموا مذاق التغيير وعواقبه المتدرجة التي ستنهي الظلم والفساد وستحفظ الحرث والنسل والمال العام وستحفظ للإنسان اليمني كرامته وعزته وحقوقه إن شاء الله تعالى بدلاً من أن تضيع سدى بسبب الظالمين أو المحاكم التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة إلا من رحم ربي. إن وعي الشارع اليمني وثقافته اليوم وفي هذا الوقت الحرج هو أولى من كل نقطة وهو المعوّل عليه؛ لأن هذا الوعي سيحدد من الذين يعملون بأمانة وإخلاص من أجل الدولة الجديدة ومن الذين يعرقلون مسار التغيير ومن الذين يحبون الظلام والظلمة ومن الذين يحبون النور والضياء والإشراق ليمن القرن الواحد والعشرين. أخيراً الدولة التي نريدها اليوم هي الدولة اليمنية الموحدة والحرة الأبية المترابطة المتآلفة المتآخية بأبنائها المخلصين القويين، وليخسأ المبطلون خفافيش الظلام وإن أظهروا خلاف ما يبطنون. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك