لفتت نظري كتابة على الزجاج الخلفي لحافلة نقل صغيرة«دبّاب» في شارع حدة مذيّلة بتوقيع من شخص أطلق على نفسه لقب «تلميذ الحياة» فيها السطور التالية: استغفر الله من كل ذنب ارتكبته.. ومن كل سر أفشيته.. ومن كل ظالم صاحبته. إذا لم تكونوا أدركتم مشكلة الجمل السابقة التي كتبها تلميذ الحياة، فالمصيبة أكبر. لأن هناك داء متفشٍ في اليمن عَرَضَهُ الرئيسي هو الخلط بين التاء المربوطة والهاء التي هي ضمير متصل. لقد رأيت أعراض هذا الداء في اليافطات في الشوارع، في الكتابات الشخصية والمراسلات الرسمية وحتى في وسائل الإعلام. ولكن أسوأ مثال رأيته هو كتابة لفظ الجلالة الله بالتاء المربوطة. لو كان عندي وقت كنت تطوّعت لمدة شهر وحملت سوطاً وأعطيت كل من يكتب الله بالتاء المربوطة عشر جلدات باسم الدين بينما في الحقيقة أنا أدافع عن اللغة العربية. كان الأحرى بالذين جعلوا من أنفسهم خلفاء الله على الأرض ليحلوا ويحرموا أن يهتموا بهذا الخطأ الجسيم غير المغتفر بدلاً من الانشغال بطول الإزار وسفر المرأة. إذا كان الله هاجم الذين جعلوا من الملائكة إناثاً فكيف بمن يلحق تاء التأنيث بالله، تنزه تعالى عن كل شيء؟ لا أعتبر نفسي ضليعة في اللغة العربية واعترف بأنني أخطئ كثيراً لكن هناك فرق شاسع بين التاء المربوطة والضمير المتصل. تعلّمنا في المدرسة أيام الابتدائية طريقة سهلة للتفريق بينهما إذا كان الفرق في المعنى غير كافٍ أو غير واضح. الطريقة هي بإضافة الألف أو بجعلها مثنى. بمعنى إذا كانت الكلمة محل التساؤل مثلاً هي: «مجموعة»، حتى نعرف نكتبها بالتاء المربوطة أو بالهاء نحوّلها إلى مثنى: فتصبح «مجموعتان»، إذا ظهرت التاء المفتوحة فهي تاء مربوطة. أما إذا لا يمكن تحويلها إلى مثنى ولكن يمكن إضافة ألف في النهاية فهي هاء. مثلاً كلمة «ارتكبته» لا يمكن كتابتها بالمثنى ولكن بإضافة ألف تصبح «ارتكبتها» ويتضح أنها ضمير متصل عائد على أنثى. هناك الكثير من الطرق التي تساعدنا على التفريق مثل تنوين الكلمة. ولكن الأهم من هذا أن نجتهد قليلاً للمحافظة على لغتنا الجميلة. الخلط بين التاء المربوطة والهاء خطأ لغوي جسيم وغير مقبول ويجب أن تكون هناك حملة وطنية في المدارس والشوارع للقضاء عليه. يكفيني هذا في الوقت الحالي ولن أتحدث عن الفرق بين ال «ض» وال «ظ» وغيرها من الأخطاء الشائعة لأن المقام سيطول. ولكن من أجل لغتنا الحبيبة، أرجوكم، لا تؤنّثوا الضمائر واحرصوا على الدقة ولو في هذا الأمر البسيط. رابط المقال على الفيس بوك