ظهر الرئيس هادي مستقبلاً المبعوث الأممي جمال بن عمر صباح اليوم التالي للهجوم الإرهابي على مجمع وزارة الدفاع، بعد أن فرغ لتوه من قيادة عملية إحباط الاعتداء من قلب الحدث في مقر المجمع اليوم السابق. المشهدان يثبتان أن الرئيس كما يتولى القيادة العسكرية بكفاءة فهو يتولى قيادة العملية السياسية باقتدار وجدارة تضعفهما الأداءات الضعيفة والمثبطة للأجهزة الموازية. لم يعد مقبولاً المضي في إنجاز العملية السياسية بهكذا أدوات لا تواكب قيادة الرئيس الناجحة في إنجاز الاستحقاقات. • لقد بدا كيف أن الشعب ازداد ثقة بقدرات الرئيس على الانتقال نحو الضفاف الآمنة باستحقاقات المرحلة المحملة بآمال اليمنيين في دولة النظام والقانون واليمن الحديث. لنعد إلى العملية الإرهابية فبماذا يمكن توصيفها؟.. هل هي اعتداء لغرض العرقلة؟ هل هي عملية إرهابية «قاعدية»، أم هي انقلاب أو اغتيال...أو...؟ ومن يقف وراءها؟. إنها عملية كبيرة خطيرة ومركبة تشتمل على فصول متعددة تصاعدية حتى تصل في منتهاها إلى السقوط الكامل للدولة، وإغراق اليمن في الفوضى المطبقة، تبدأ عملية الإجهاز المدمرة بتغييب الرئيس؛ كونه القائد للعملية السياسية، وباستهدافه في المستشفى بحسب معلومات مسربة تلقاها المخططون فساقوها للمنفذين دون علاقة عضوية بالضرورة، فالمنفذون تنتهي مهمتهم عند اصطياد الرأس الثمين، ليواصل المخططون تحقيق ما بعد الاعتداء على الدفاع بإشاعة إزاحة الرئيس، فتتجاوب مهمات مواقع أخرى وأجهزة سيادية فتسيطر كل مجموعة على نطاق ويفر من يفر وتسود فوضى عارمة، وتسقط البلاد في حرب واسعة لا تستطيع استعادة أوضاعها التي حققت استقراراً نسبياً في ظل تأهب قوى مسلحة محلية في شمال الشمال بطرفي النزاع القائم دماج – حوثي، وأحزاب تمتلك مسلحين قبليين ونظاميين والقاعدة التي ربما تنقض على إماراتها المفقودة. المسألة ليست بالبساطة التي قد تبدو ظاهرياً بتوصيفها على أنها عرقلة أو انقلاب أو إفشال.. لكن كل ذلك يستهدف اليمن برمته وجرها إلى دوامة لن تنتهي من العنف والتصفيات والخراب. • زيارة الرئيس لموقع الحدث بعد أقل من ثلاث ساعات من الهجوم الذي بدأ بعيد التاسعة صباحاً وقيادته للمعركة وإحباط الاعتداء مثّل الانتصار على هذا المشروع التدميري وظهوره في قلب المعركة أنهى فصول هذه الحرب وإيقاف تسلسلها الكارثي، وهو ما يفسر حالة الهستيريا القاتلة للأبرياء والمرضى والمدنيين في المستشفى. والآن ما هو المطلوب بعد كل ذلك؟ لا يكفي التغني بهذا الانتصار والتوقف عنده، أو التباكي على الأطلال والأشلال، وهو حق وإنما استثمار، لكن الحدث الجلل فهو خلق حالة من الفزع على مستقبل اليمن في حال نجح المخطط الإجرامي وتعلق الناس بالرئيس هادي كقائد جدير بالمسؤولية، وأدركوا كم هو ضروري وملح أن يبنوا اصطفافاً وطنياً حوله وفق برنامج جامع وحازم وعاجل للإنقاذ. وكم هو أوجب وأشد حاجة لتقوية مركز الرئيس الشرعية التوافقية وانطلاقه منها بتبني سياسات صارمة وقرارات قوية فاصلة تحسب حساباً للوطن والانتصار له وإسقاط ما دونها من حسابات، وتتعامل مع الزمن الذي لم يعد فيه فسحة.. فالشعب كله ينتظر من الرئيس كل ذلك، ولن يجد منه إلا القبول، وجاهزية السير وراءه.. وهو ما سيكون.. ولن يتأخر. رابط المقال على الفيس بوك