كان القصاص من قتلة أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رحمه الله وغفر لنا وله - هو القميص الذي لبسه الطامعون في السلطة والرافضون لإمارة علي بن أبي طالب عليه سلام الله ورحمته عليه, والبداية التي جعلت تاريخنا السياسي وصراعاته مستترة بهذا القميص الذي تلون حسب مقتضيات كل مرحلة تطلبت ستر أطماع السلطة وشهوة الملك بلون مختلف لذات القميص . في أيامنا هذه , يتلون قميص الصراع السياسي , بلون الفلول وبقايا النظام القديم لتبرير فشل الذين جاؤوا إلى سلطة الحكم بعد الانتفاضات الشعبية في أقطار ما يسمى « الربيع العربي»وفي اليمن , تحول هذا المنطق بقميص عثمان إلى قميص صالح , الرئيس السابق , ليصبح مشهوراً عند أركان نظام الرئيس السابق ومتطفلي السياسة, بقميص صالح. قد يكون الرئيس السابق مسئولا عن إعاقة التغيير وإفشال التسوية وراغباً في العودة إلى سلطة الحكم , وقد لا يكون, فإذا كان مسئولاً فإن على خصومه وضع هذه المسئولية تحت طائلة القانون , وإذا لم يكن , فإن على شركاء الحكومة وضع حوادث العنف والفوضى والخراب والقتل تحت طائلة القانون, وعلى كل, نريد وقائع رسمية تكشف عن القوة الداعمة والمنفذة لجرائم تخريب منشآت النفط والكهرباء, وعمليات القتل والاختطاف, وغيرها من جرائم الخروج على القانون وزعزعة الأمن والاستقرار. عندما تتحرك مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية لضبط مقترفي جرائم التخريب والتقطع والخطف والقتل , ستنكشف في ساحة المواجهة هذه القوى وتسقط عنها ورقة التوت, وسأشير إلى قضية على سبيل المثال لا الحصر متصلة بالوساطة القطرية التي نجحت في إطلاق مختطفين أجانب بفدية مالية, فهذه العملية تكشف عن ملابسات لا يتحملها قميص الرئيس السابق , لأن الخاطفين لم يتعرضوا للمساءلة القانونية بعد إطلاق سراح الخاطفين, رغم انكشافهم ومعرفة كل شيء بالتفصيل . أما عن اختطاف أحد أبناء بيت هائل سعيد , فتكشف أكثر ما تحت قميص صالح من حقائق عن قوى الفوضى والجريمة, وهي حقائق لا تبرئ ساحة عفاش بقدر ما تحمله المسئولية الكاملة مع الفاعلين والصامتين والعاجزين عن مواجهة الجريمة المنظمة والإجرام المحمي والمدعوم بالمكافآت المالية والوساطات الرسمية , دون رقيب أو مساءلة أو حساب. أجزم أن قميص صالح لم يعد بكل تلويناته قادراً على ستر حقيقة الصراع على المصالح والنفوذ , ولا حقائق هذا الصراع وأطرافه بالأسماء والصفات, فابحثوا عن قميص آخر إن تبقى منها ما يستركم ؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك