الهبة الشعبية التي دعا لها تحالف قبائل حضرموت وجدت صدى واسع النطاق رسمياً وشعبياً على مستوى جميع محافظات الجمهورية دون استثناء . وكون الهبة تمت يوم الجمعة الموافق 20-12-2013 م فقد عكست نفسها في جميع خطب الجمعة وفي جميع وسائل الإعلام الفضائية و الإذاعية والصحف , و قبل ذلك بادر الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور, إلى إبلاغ المعنيين من أبناء حضرموت بقبول كل مطالب أبناء حضرموت وبالذات تحالف القبائل هناك. لكن هناك قوى متطرفة أو محسوبة على الحراك الجنوبي حاولت استغلال الهبة الحضرمية من أجل التخريب وتكريس الفرقة والكراهية والاعتداء على ممتلكات خاصة وعامة لإخوانهم من المحافظات الشمالية , والعمل على إرهابهم وإكراههم على مغادرة حضرموت إلى المحافظات الشمالية ,بل والدفع في اتجاه إثارة الفتن وتشطير الوطن الواحد . ونسي أو تناسي دعاة التشطير والكراهية والفتن حقيقة أن معظم أبناء حضرموت كانوا أعظم المبادرين إلى الهجرات عبر القارات والاستيطان في مختلف دول العالم , حيث استقبلوا في جميع دول المهجر بكل الحب والتقدير والاحترام , بعد أن لمست تلك الشعوب وتحققت يقيناً بأن اليمنيين من أبناء حضرموت هم ارق قلوباً و ألين أفئدة , و أنهم أهل الإيمان والحكمة واشد الناس تمسكاً بالصدق والأمانة في معاملاتهم التجارية والاجتماعية والإخلاص في اهتمامهم وخدمتهم لقضايا تلك الشعوب والمشاركة في بنائها وتعميرها حضارياً وتنموياً . فكانوا بهذه السلوكيات الرفيعة والسامية افضل واقدر من دعا إلى الإسلام ونشره وانتشاره في معظم دول وقارات العالم بجهودهم الذاتية الفردية والجماعية دون الاعتماد على تنظيمات دعوية متخصصة . واستطاعوا بذلك أن يجسدوا حقيقة أن ارض الله واسعة , وأنهم أهم ابرز من دعا وخدم وحدة الإسلام ووحدة المسلمين, وأنهم كانوا من اهم عوامل الاستقرار و التنمية في تلك الدول, ولا فرق لديهم بين دولة فقيرة أو غنية . و هيهات هيهات أن يكون أبناء حضرموت دعاة فرقة أو عنصرية في وطنهم الأم مهما حاول المتطرفون و المصلحيون والمتنكرون لهويتهم اليمنية والعربية والإسلامية استغلال أبناء حضرموت لخدمة غاياتهم الشيطانية . وجاءت هبة حضرموت لتؤكد قناعاتي الشخصية التي تضمنتها مقالاتي إعلان قيام الوحدة اليمنية وهي أن الشعب اليمني وخصوصاً المهاجرون والمغتربون هم صمام أمان الوحدة والديمقراطية , وليس العنف أو القوة العسكرية والأمنية التي راهن عليها النظام السابق . بل ها هي الهبة الحضرمية جاءت لتقدم الضمان الأقدر و الأمضى لتنفيذ مخرجات الحوار عملياً, كضمان لا يمكن مقارنته بالضمانات الإقليمية أو الدولية وحدهما , أو أية ضمانات تخطر في أذهان المتحاورين . وفي اطار هذه الضمانة الشعبية وصمام الأمان للوحدة والديمقراطية يأتي دور الجيش والأمن لا كما أراده النظام الفاسد سابقاً . والله من وراء القصد