يوم الاثنين الماضي بثت وكالات الأنباء خبر وفاة الروسي ميخائيل كلاشينكوف «مصمم البندقية» أو السلاح الرشاش عن عمر ناهز ال94 عاماً، وليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان قد أوصى بتخصيص ثروته لجائزة سلام أخرى أم أنه مات فقيراً مقابل ثراء فاحش لشركات تصنيع سلاح الآلي «الكلاشينكوف» الذي قتل من البشر أكثر من أي سلاح آخر. بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أنه، ورغم الشهرة التي امتاز بها السلاح الذي ابتكره , إلا أن ميخائيل كلاشينكوف لم يتلقَ أي مبلغ عن أي قطعة أُنتجت أو صنعت لسلاحه , كما أنه لم يحصل على براءة اختراع لبندقيته , وربما أن إحساسه بالمرارة نتيجة ذلك دفعه في العام 2004 إلى تخليد اسمه من بوابة إنتاج «فودكا» خاصة به وتحمل اسمه وعليها صورة رشاش كلاشينكوف , وبطبيعة الحال فإن هذا المنتج هو الآخر سلاح قاتل وفتاك ولكن ببطء. ومن المؤكد أنه لو جرى الآن تأسيس رابطة أصدقاء كلاشينكوف أو أكثر من رابطة حول العالم فستكون الصداقة ل «رابطة أصدقاء كلاشينكوف اليمنيين» الذين أصبح يُضرب بهم المثل عالمياً كأكثرية شعبية ساحقة تحوز السلاح الشخصي وخصوصا الكلاشينكوف . ميخائيل كلاشينكوف قال في تصريحات سابقة أعادت بثها قناة «روسيا اليوم» في أعقاب وفاته : إنه صنع ذلك السلاح من أجل الدفاع عن وطنه وحتى يكون هذا السلاح في متناول كل من يدافعون عن أوطانهم ويعملون من أجل حماية الأمن والاستقرار في بلدانهم . وبالتالي هو لا يعترف حتى بأن يكون سلاحه للزينة , فما بالنا بأن يكون لتدمير الوطن وإقلاق السكينة وسلب نعمة الأمن وإزهاق أرواح الناس وسلب ممتلكاتهم ونهب خيرات الوطن . عندما يمر المرء في شارع من شوارع العاصمة صنعاء أو غيرها من المدن اليمنية وخاصة الرئيسية وهو يرى السيارات المكشوفة التي تقلُّ مسلحين غير نظاميين بملابسهم الرثة وهيئتهم غير السوية وعيونهم التي تشبه فوهة البندقية لا تشعر فقط بالرعب وبالاشمئزاز وإنما بالإحباط على وطن يعيثون فيه فساداً كقتلة ومخربين وقُطّاع طرق ومرتزقة أيضاً بالوكالة , وتشعر بالأسى على مصائر بشر لا يساوي الواحد منهم في نظر أولئك «الكلاشينكوفيين» أكثر من قيمة رصاصة واحدة . مات كلاشينكوف ..فمتى يموت سلاحه «غير النظامي» في هذا البلد الذي كانوا يسمونه سعيداً وأصبح تعيساً بفعل رموز الميليشيات المسلحة التي تستبيح الوطن والشعب منذ أكثر من نصف قرن , ورغم الشعارات البراقة التي رفعتها زعاماتهم وما تشدّقت به ألسنتهم عن السلمية والدولة المدنية إلا أن واقع الحال يؤكد أن استقواءهم بالسلاح مستمر، وهو ما يعني أنهم باتجاه أن يسرقوا مستقبلنا مثلما اغتصبوا الماضي والحاضر. من المؤسف أن تكون أرواحنا بيد هؤلاء القتلة، وأن تكون حياتنا رهينة مشيئة حقيرة لعصابات مسلحة , تقطع الكهرباء متى ما شاءت، تاركة «25» مليون يمني في الظلام وتفجر أنبوب النفط متى شاءت وتقطع الطرقات متى شاءت ..ومن المخجل أن تظل معالجات الدولة والحكومة تعتمد فقط استرضاء هؤلاء بالمال . كلاشينكوف قال: إن السلاح الذي صنعه هو سلاح من أجل الدفاع عن الوطن وحماية الأمن والاستقرار..وبكل تأكيد لا يمكن أن يكون هو السلاح الذي بيد القتلة والمجرمين وإنما بيد الدولة ..فهل يجوز أن يستمر السلاح غير المشروع في العبث والتدمير ولا يتحرك السلاح المناط به الدفاع عن الوطن. رابط المقال على الفيس بوك