نعم.. أعشق رقصة البرع التي تنظرون لها كتخلف.. أعتبرها من إبداعات اليمنيين النوعيةجداً، بل لها شفرتها الثقافية الخاصة التي لايفتحها أحد بسهولة.. و لعل الدارسين لتراث الشعوب وعلى رأسهم الانثروبولوجي الرائد كلود ليفي شتراوس لم يخطئوا في اعتبار الرقصات كأهم الكنوز الثقافية للمجتمعات. كذلك لكل رقصة يمنية إحساس خصوصي داخلي بالذات الشرح واللحجي والشبواني والرقصات البيضانية والمأربية والتهامية والحضرمية.. إلخ.. لكنكم ستقولون: إن البرع رقصة الحرب والهمجية وسأقول: إنني هنا أبحث عن الفني في المسألة.. ثم إن الحرب فن إنساني.. المقصد أن للشر فنونه أيضاً اختلفنا معه أم اتفقنا. على أن البرع من أصعب الرقصات وهي رقصة جماعية ذات إبداع بارع ضارب في القدم. يجمع كثير دارسين أن أهم معاني البرع هو تعليم أبناء القبيلة أن يعملوا كمجموعة مترابطة في ظروف صعبة. والحاصل أنني أعشق قيمة الأصالة الوجدانية للبرع، إضافة إلى الحزم والرشاقة والبأس والاعتداد في مشهدية الراقصين التعبيرية.. بينما تكفيني متعة ذلك الشعور الذي يتولد لدي وأنا أتذوق الرقصة من لحظة امتشاقات الراقص لخنجره، متماهياً مع حمية صوت الإيقاع حتى عنفوانية زهوه الجامح.. غير أن كثير كائنات سطحية تتعامل مع الفن من ناحية مناطقية وعصبوية لا من ناحية ثقافية وفلكلورية للأسف. [email protected]