يومياً ترتاد إلى مسامعي قصص واقعية بالصُدفة أو بقصد الشكوى مختلفة الأحداث، وحجم الوجع مضاعف في كل حكاية تختلف أحداث جميعها؛ ولكن القاسم المشترك الذي يقبل المعاناة على الكل هو الثقافة المغلوطة إما المتوارثة بالعادات والتقاليد أو بالنزعة الذكورية التي تفرض معايير خاطئة للذكورة.... لا بداية لأية حكاية سوى سيناريو مضمونه غياب المفهوم الحقيقي للشراكة الزوجية الذي يترتب عليه عدم استقرار أغلبية الأسر عائشين فقط بقناعة واقع مفروض والدليل على ذلك المشاكل الأسرية التي لا تنتهي. اثنان يعيشان تحت سقف واحد ولا تربطهما سوى ورقة عقد مفرغة من الحب والمودة والرحمة، هو يبحث عن ما افتقده خارج بيته، وهي تكتفي بمكابدة نفسية والقبول بنصيبها، وآخرون نفس الفراغ، ولكن قد يفرق وجود أطفال لتكون الكارثة أكبر ولتنتقل النتائج السلبية لهم ويتربّون بفكر مغلوط يجسّد الزواج وكأنه نهاية السعادة وبداية المسؤولية التي يترجمونها بشكل خاطئ. هنا قاعدة المشكلة هي كلمة «المسؤولية» قبل الزواج كل شيء يكون مستقراً لأنهم يعيشون بتلقائية السلوكيات، لكن بعد الزواج يتحوّل الرجل إلى مسؤول ولكن بوجهة نظر خاطئة حول المسؤولية، وتدعم فكرته الأعراف السائدة التي تتبلور في أن إحساس الرجل يجب أن يعي أن عقد الزواج هو صك عبودية يثبت به ملكية كينونة مقيّدة بأوامر ذكورية غير قابلة للنقاش باعتبار هذه الأوامر هي المسؤولية التي تُجسد ثُقله كرجل. بالرغم من أن أغلب الرجال يتصرّفون قبل الزواج بتلقائية وبعدم الاكتراث للسلوكيات من منظور قناعة الآخرين وإنما من منظور قناعته ولكن بعد أن يمتلك صك العبودية يتغير كل شيء بشكل سلبي يؤثّر على الاستقرار فتصبح الحياة لكلا الطرفين جحيماً يُنتظر الخلاص منه؛ لأن الزواج إن لم يجسّد الشراكة بمفهوم حضور الكينونتين للرجل والمرأة سينعدم الاتزان في الأسرة؛ بالتالي من المستحيل أن يكون هناك استقرار نفسي وعاطفي فقط سيكون كياناً أسرياً صورياً بمكوّنات فردية غير متعادلة الحضور الإنساني. بقايا حبر: فقط... تتنفس تناهيد الوجع، تتجرّع مرارة الصبر، تقتات حلم الخلاص، فمن يُقنع ذكورته الخانقة كيانها بأنها لم تعد على قيد الحياة..؟!. Naiemsh1989@gma