هذا التساؤل هو الحاضر بشغف الانتظار الذي تجاوز الستة أشهر التي شهدت مختلف الفواجع، من قتل واغتيالات وعمليات إرهابية وحوادث وجميعها قُيدت ضد عابث بالوطن. إذن ماذا بعد الحوار الذي جمع كافة الأطراف السياسية والقوى على طاولته لنكتفي بقناعة أولية بعيداً عن ما سيكون مصير مخرجاته، فتكون أول ثمرة إيجابية بأنهم اكتسبوا ثقافة الحوار كمبدأ عام يحد من التهميش والإلغاء للآخر، المهم هنا هو أن الحوار عقد جلسته الختامية بانحدار حذر حتى يتفادى الانصدامات المفتعلة التي بعض الجهات تحاول خلقها لفتح بؤرة صراع جديدة تجعل الوطن حبيس الصراعات اللا منتهية حتى لا يتنفس الغد الموعود والقادم المُنتظر. في مؤتمر الحوار تجاهل بعض مكوناته الإحساس بالمسؤولية تجاه كيانهم فيه كان بشكل ملحوظ واضح للمتابعين الذين يقرأون المشهد بعمق والأخطر من ذلك هو أن بعض المكونات لم تلتزم الصمت وإنما بإيجاد مناكفات وملاسنات متجسدة بخلافات شخصية أو حزبية التي كانت تتعارض مع المترقب من جهود مبذولة فقط لأجل ما وجدت لأجله، وهو الوطن الذي شهد من مواقف المكاسب الضيقة ما يكفيه ليصرخ كفى. السؤال الذي عنونت به مقالي لا أتمنى أن أسمع عليه رداً سواء من واقع يُشرع فيه بناء اليمن الجديد، يمن العدالة يمن المواطنة، يمن المساواة، يمن القانون، سئمنا الوعود والخطب الفارغة والمناكفات والصراعات التي يتزعمها المتنفذون ويتجرع نتائجها الوطن والمواطن، فدعوا هذه المرة المواقف الوطنية والتصرفات المسؤولة هي التي تجيب عن أوجاعنا حين تصرخ متى سيكون لنا وطن؟! .بقايا حبر : وجعي ليس موت الحلم، وجعي ليس غياب الترف، وجعي ليس توجس الفرح، وجعي وطن لازال متكئاً على الوساطات! [email protected]