الغرور الجديد الذي يصيب القوى الجديدة تظهر آثار انتقاله من مرحلة إلى أخرى، ويبدو أن تلك القوى المشحونة بنار الحقد والكراهية لم تتعلّم الدرس من الحياة السياسية التي تعتمد فن الممكن، كما أن تلك القوى المدعمة بقوى ضليعة في عدم احترام مبادئ الديمقراطية، ولا تؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة قد استهلكها الآخرون وتريد الظهور بشكل أو بآخر ولم تدرك أن الشعب لم يعد يقبل بالإثارة النارية التي أحرقت البلاد ودمرت مقدراتها ولم يلمس المواطن غير جنون الشوارع وفوضى التدمير والتعدي على الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية، وإفساد مكارم الأخلاق، وعدم احترام العهود والمواثيق. إن الإصرار على النزول إلى الشوارع واحد من علامات جنون العظمة التي تقود إلى التهلكة وتجعل المواطن يشعر بالمزيد من الأسى والألم، وتفتح أبواباً عدوانية جديدة تعمل على تدمير ما تبقى من القيم الروحية، ولا يمكن أن تحقق الخير للناس كافة، ولذلك نقول: ألا يكفي عبثاً وفجوراً ثم لماذا التوقيع على العهود والمواثيق ثم الانقلاب عليها ولماذا المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتغني بمخرجاته ثم محاولات الانقلاب على كل ذلك؟. إن الإصرار على العنف والصلف والغدر بالوطن بداية النهاية، لأن الشعب لن يقبل بمن يسومه سوء العذاب ويتاجر بقضاياه الوطنية، لأن الشعب أعطى فرصة لحوار دام أكثر من المدة المحددة له وقارب العام وتوصل الجميع إلى مخرجات محددة ومحكومة بالمبادئ الأربعة التي أعلنتها رئاسة المؤتمر 7/1/2014 ثم صوّت عليها كافة المكونات في مؤتمر الحوار بالإجماع في جلسة الأربعاء 8/1/2014 وكانت المرجعية النهائية لمخرجات الحوار الوطني. إن المطلوب هو أن تتضافر الجهود الوطنية من أجل إنجاز الدستور والتقسيم الإداري بدلاً من افتعال مشكلات تنكئ الجروح والبعد المطلق عن الغرور، لأنه طريق الهلاك والفناء ولا يقبله إلا الحاقدون على الدين والوطن والإنسانية، ومن أجل ذلك نكرّر الدعوة للذين أصابهم الغرور وأخذتهم العزة بالإثم أن يكفوا عن تلك الممارسات وينطلقوا مع الجميع من أجل إعادة إعمار اليمن، لإحداث نقلة نوعية جديدة بإذن الله.