بصورة عامة كان الأخوان الآنسي والبخيتي في برنامج «الاتجاه المعاكس» رائعين وحافظا على بساطة اليمنيين وحكمتهم .. البخيتي اعتمد على أعصابه الهادئة وقدرته الحوارية، لكنه نسي تماماً أن القدرات بلا حجة لا تفيد، خاصة مع مشاهد حصيف وحاذق مثل المشاهد اليمني.. وبعيداً عن الشد والجذب، هناك سؤالان أمام الحوثي أو بالأصح قضيتان يجب أن يتم المراجعة فيهما لكي ينخرطوا في الصف الوطني ويشاركوا في بناء اليمن عبر العمل السياسي.. القضية الأولى إنهاء المليشيات أو الجيش المناهض للدولة والمجتمع، فالحوثيون هم الوحيدون الذين يمتلكون مليشيات مسلحة لها نظامها وأسلحتها المتوسطة والخفيفة والثقيلة وتدريباتها وزيها الخاص، وهذه لا يمكن أبداً مقارنتها بالسلاح الموجود لدى الشعب اليمني مع ضرورة سحب كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطه أياً كانت.. وكان لافتاً أن الأخ البخيتي «ممثل الحوثي» أكد بوضوح على مشروعهم الملكي، منكراً وجود الدولة اليمنية مقدماً صعدة كبديل يروج لها بصورة مكشوفة ومستفزة للشعب اليمني الذي خرج في اليوم نفسه بصورة أذهلت العالم للانتصار للجمهورية والثورة والحرية والدولة المدنية .. مشروع الحوثية الملكية الخاصة والمناهضة للشعب ودولته يجب أن تنتهي وعليهم أن يشاركوا مع اليمنيين جميعهم في بناء دولة اليمن وليس المشروع الملكي.. هنا يصبح الكلام عن التعايش والدولة المدنية استخفافاً ممجوجاً وخداعاً مكشوفاً للشعب، وهي كبيرة في حق الأوطان و لا تليق بأحد .. القضية الثانية والأهم والتي تهم كل يمني هي عقيدة جماعة الحوثي المتحكمة بتحركاته حرباً وسلماً وهي قضية «الولاية» و«البطنين» والوصاية والحق الإلهي وحصر الحكم للسلالة من دون الناس.. هذه هي القضية العنصرية التي تناهض المساواة وتعتدي على حرية الشعب لأنها بالنهاية تقسم الناس إلى سادة وعبيد وسلالة من حقها وحدها الحكم والبقية خدام ورعية .. هذه الفكرة هي المرفوضة في العمل السياسي الذي اتفق الشعب على قواعده الديمقراطية والتي ثار من أجلها اليمنيون وقدموا قوافل الشهداء والتي يجب أن يخوض فيها الاخوة في جماعة الحوثي مراجعات حقيقية وجادة فهي ليست محل جدل ومرفوضة جملة وتفصيلاً من الشعب .. الأخ البخيتي تهرب من الرد على الآنسي عندما قدم دليلاً على الفكرة العنصرية لجماعة الحوثي من خلال كلمة زعيمهم «عبدالملك الحوثي» عندما كان يخاطب أنصاره قبل أشهر مؤكداً أنهم يخوضون حربهم في اليمن «ضد اليمنيين طبعاً وليس ضد اليهود والامريكان» من أجل استعادة الحكم المغتصَب من «الإمام علي» وإعادته الى ذريته يعني حرباً ضد الجمهورية والثورة والشعب اليمني، وهذا الكلام يكفي لنقول إن مشروع الحوثي مشروع ملكي إمامي عنصري ضد الحرية والمساواة والجمهورية ما بالك الديمقراطية ولا أدري ما معنى «الدولة المدنية» التي يرددها كثيراً البخيتي والاخوة ناطقو الحوثي، بعيداً عن برنامج الحركة وزعيمها ومعتقداته المعلنة .. إن لم يكن هذا إمعاناً في الاستخفاف بالشعب بصورة مفضوحة ومستفزة فماذا يكون؟.. نأمل من الإخوة الحوثيين أن يخوضوا نقاشاً معمقاً لتصحيح مسارهم التدميري الذي ساعد في ظهوره انحراف مسار الحكم الجمهوري بسبب الحامل الأسري وانتشار الأمية والتجهيل وغياب الدولة والتنمية خصوصاً في صعدة وبين أوساط القبائل .. وهي دعوة من القلب قبل أن يجدوا انفسهم في مواجهة كل الشعب «كخنجر في خاصرة الشعب اليمني» وهذا مالا نتمناه لهم ولليمن. [email protected]