كلّ الخيارات متاحة أمام الخصوم من الساسة ومن يُسمّون قيادات مجتمعية ومشائخيّة ما أنزل الله بها من سلطان. بيد أولئك أن يمضوا باتجاه الصواب أو الخطيئة. لا أقول الخطأ.. بل الخطيئة، لأنها تأتي بتكرار أحمق متعمّد.. أما الخطأ فهو ما يحدث للمرة الأولى. ومتى ما أدركوا الخطيئة التي وقعوا بها وأوقعوا وطنهم في أتونها ستبقى خيارات الحياة الكريمة مُتاحة أمامهم للرجوع لجادة الحق والتكفير عن ذنوبهم الغارقة في وحل المتاهة المشئومة وهي تجرّ البلد إلى الهاوية. والعجين السياسي المقرون بحمّى الفواجع والكوارث اليومية لا يمكن أن يصنع بلداً.. بل حُطاماً سيجعل الجميع أمام انزلاقٍ بائسٍ إن وقع الجميع فيه، فلن يمكنهم العودة من جديد بالسهولة التي يتوقعها فلاسفة النظريات الهزيلة.