نحن ندرك جيداً أن هناك الكثير من العوائق والمثبطات والعراقيل التي تقف أمام مسيرة هذا الوطن وتقدمه بداية من تثوير الطائفية والقبلية والصراعات الدموية التي تحدث وخاصة في هذه المرحلة الحرجة دون أسباب تذكر، ومروراً بحالات القتل والاختطافات والإخلالات الأمنية التي تحدث هنا وهناك، والتي لن تزيد اليمنيين إلا إصراراً ويقيناً بأن المستقبل هو لهذا الشعب وأن القادم لن يكون إلا للثورة والثائرين. لا يمكن أن نيأس ونحن نرى بصيص الأمل يلوح في الأفق وخاصة حين نرى اليمن واليمنيين يسيرون في الطريق الصحيح ويتخطون الكثير من العقبات بإصرار وتحدٍ منقطع النظير وهم يؤمنون إيماناً راسخاً بأن إرادة الشعوب لن تقهر وأن مخططات أعداء الوطن ستنهار أمام هذا الإرادة. بالرغم من كل ما يحدث سيظل الأمل مزروعاً في نفوسنا وسنظل نتفاءل ونبتسم، سيظل أملنا في الله كبيراً وفي شعبنا الصابر الأبي الذي يرفض الظلم والاستبداد والعودة إلى الماضي بكل أشكاله وسيتغلب الجميع على كل الجراح وسنردم الماضي المؤلم إلى الأبد لنفتح صفحة جديدة مع المستقبل. أقول كل هذا وأنا أرى هذه الروح الثورية المتقدة في نفوس كل اليمنيين وهذه الثقة بقدرات وتوجهات اليمنيين نحو التغيير وأننا ما خرجنا ضد الظلم والظالمين لتكون نهايتنا الفشل أو الاستسلام ولكن النصر إن شاء الله في تحقيق كل الطموحات التي خرجنا من أجلها. لن ينتهي الحلم الذي خرج من أجله الشباب اليمني الطاهر إلا حينما نرى الدولة الحلم أمامنا تتحقّق، وسيظل الإحساس بهذه اللحظات أملاً لابد من تحقيقه بالرغم من كل المواقف والأحداث الموجعة التي تحدث سنظل ندق أجراس اللحظة القادمة بأننا سنصل فالإحساس رفيق الأمل دوماً. سينتصر الوطن في النهاية كما انتصر في مراحل عديدة وستعم السعادة وسيخرس المتآمرون والمرجفون مهما علا صوتهم، ستنتصر ثورة 11 فبراير بكل أهدافها لأن هذه الثورة خرجت لتنتصر لأنين المظلومين وأوجاع المقهورين. وما دام أملنا بالله كبيراً فثقوا أنه لا يمكن لأي قوة مهما كانت داخلية أو خارجية أن تقف دون تحقيق آمالنا وطموحاتنا. في هذا المقام أتذكر مقولة الشاعر التركي “ناظم حكمت” حين قال: «إن أجمل الأيام هي التي لم نعشها بعد» وها نحن ننتظر هذه اللحظات التي لم نعشها بعد لنعمرها بالعمل والإرادة. إن المستقبل لا يمكن أن نفكّر فيه ما لم تكن قلوبنا عامرة بالأمل. فالأمل والمستقبل متلازمان، فلا مستقبل من غير أمل يحدوه ويقود إليه ويخفف من وطأة المعاناة في بلوغه؛ ولذلك فإننا نقول دوماً إن المستقبل الذي ننشده جميعاً ليس حلم يقظة أو مبالغة في الخيال والأوهام كما قد يسميه البعض؛ لكنه والله أمل الواثق بقدر الله أولاً وبإرادة وإخلاص هذا الشعب. فلا يوجد مستحيل مادامت لدينا إرادة وتصميم وعزم في كسر كل القيود واختراق كل الحواجز التي يحاول البعض زرعها في طريق هذا الوطن. تشدني كثيراً قصة الامبراطور الفرنسي المعروف “نابليون” والتي يجب أن نسستخلص منها الحكمة حين قال إنه يكره من الكلمات ثلاثاً «لا أقدر – لا أعرف – مستحيل» فكان يجيب عن كل من يقول لا أقدر: «حاول» ولمن يقول لا أعرف: «تعلّم» ولمن يردد كلمة مستحيل: «جرب». وقد قيل له يوماً وهو يكتسح الممالك بجيشه الجرار إن جبال الألب الشاهقة تعيقك عن السير وتحول دون طموحك وأمانيك؛ فأجاب على الفور: يجب أن تمحى هذه الجبال من على الأرض. إنه الإصرار والتحدي والأمل بالانتصار. [email protected]