يقال: إن التفاؤل هو سمة الشخص الإيجابي في جميع الظروف، وقد قررت أن أكون متفائلاً هذا العام إلى حد كبير، بالرغم من أن هناك أموراً وأحداثاً ووقائع تسد النفس وتوجع القلب، لكنني سأكون متفائلاً رغم أنف الظروف التي من حولنا. وما يدعوني للتفاؤل هو إيماني المطلق بأن الكمال لله وحده.. فهناك أمور كثيرة قد لا تسير حسب ماخططنا لها أو لم تنفذ بالشكل الذي نريده فالكمال لله.. لن أردد هذا العام كلمة الفشل على أمل أن حالات الفشل التي مررنا بها على جميع المستويات ستكون هي البداية الحقيقية للانطلاق نحو الأفضل. ما يدعوني للتفاؤل هذا العام هو أن اليمنيين اليوم أحسن من أي وقت مضى في وحدة كلمتهم وإجماعهم على ضرورة النهوض بوطنهم وإصلاح الاختلالات والانشقاقات التي تهدد وحدتهم، وبالتالي العمل بروح الفريق الواحد لتجاوز محنتهم. أشعر بالتفاؤل؛ لأنني ألمس بأن هناك روحاً جديدة متقدة تسري في نفوس كل اليمنيين بعد هذه الثورة التي صنعتها إرادتهم القوية.. هذه الروح من شأنها صناعة مستقبل جديد مهما كانت الصعاب والعراقيل.. يؤكد هذا الإصرار وهذا العزم تصميم حكومة الوفاق الوطني بقيادة الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة على مواجهة كل العقبات والتحديات سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وقدرة هذه الحكومة على مصارعة كل الأشقياء الذين لايزالون يضعون العراقيل أمام أي نجاحات لهذه الحكومة، أشعر بالتفاؤل وأنا أتابع الخطوات الجادة التي قام بها الرئيس هادي في نهاية العام المنصرم، والتي من شأنها زرع التفاؤل والأمل بأن هناك خطوات أخرى أكثر حزماً وقوة ستتم في العام الحالي من شأنها إخراج البلاد من الحالة التي هي فيها. ما يدعوني للتفاؤل هو إدراكي بأن البناء أصعب من الهدم؛ فبناء اليمن بعد ثلاثة عقود من الهدم لكل شيء جميل سيتطلب منا مزيداً من الوقت ومزيداً من التضحيات ومزيداً من الإصرار حتى ننتصر في النهاية وننعم بوطن قوي وآمن إن شاء الله. أيها اليمنيون أينما كنتم يجب أن تتفاءلوا بأن غدكم أفضل من يومكم.. فاليمن بالرغم من كل الظروف التي مرت بها لاتزال قوية ومؤثرة وستبقى إن شاء الله.. لا يجب أن تيأسوا خاصة بعد هذه الثورة العظيمة التي أنجزتموها، فالكل أصبح يعمل لكم ألف حساب ويخاف من غضبتكم. فثقوا بأنفسكم وبقدراتكم. نعم يجب أن تتفاءلوا ليس لأننا نريد منكم أن تكونوا رومنسيين.. بل لأننا عشاق لهذا الوطن الذي نتمنى له أن يكبر.. وهذا الوطن مصمم على فجره القادم مهما كانت التضحيات، فنحن لا نملك سوى أن نمضي إلى الأمام لاستكمال ما تبقى من أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها. وختاماً يجب أن نتذكر جميعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: تفاءلوا بالخير تجدوه.. وهذا ليس مخدراً نفسياً ولا جبراً لخواطر مكسورة.. إنما هو إيمان يستند إلى أساس، فالنفس كالطفل إن أوحيت له بالألم يتألم وإن أوحيت له بالبهجة يبتهج. فعيشوا حياتكم متفائلين مبتهجين تسعدون في دنياكم وآخرتكم. رابط المقال على الفيس بوك