لماذا لا يجود الزمن بالأحسن، وصار أي تغيير في مفاصل الدولة هو عبء مالي وبشري على كاهل ميزانية الشعب، ومن تلك الاستقطاعات من الضرائب لتغطية هذا العبء، وهي الآلية التي خرج ويخرج الناس في الغرب، ليقولوا لحكوماتهم نحن دافعو ضرائب، ولا نسمح لكم بصرفها كما شئتم وتهتز بسببها قبب برلماناتهم إلى قبب الاتحاد الأوروبي، كأضخم فيدرالية حالياً. أما نحن لبساطة تطلعاتنا وخوفنا فلا نملك إلا تعبيرات بسيطة وساذجة أعلاها قطع الطريق وإحراق الإطارات لنستنتج أن ذلك يقطع أرزاق الفقراء ويلوث أجسامهم فننكفئ، ليستمر المسئول في إهماله لأمانة المسئولية، فبيته على كامل حجراته مضاءة بأسطع الإضاءات والأنوار، بل وحتى خوفاً من الحشرات على جدرانه وأركانه مضيئة!! لكن ظلمة قادمة في قبره لصمته وتقاعسه عن ايجاد الحل ولم يدرِ بأن المساواة في الظلم، أقصد الظلمة في الحياة الدنيا عدل. لذا طالت أزمات الكهرباء وصارت سمة يمنية للعامة عدا الأقلية الحاكمة محلياً ومركزياً، بدعوى أمن المسئول وحتى يعمل ويبدع ويتفنن في ظلمتنا وظلمنا وسمسرة بيع الطاقة في الوقت الذي يفترض توسيع قاعدة إنتاج الطاقة وتنويعها, طاقة متجددة من الرياح، المياه، المخلفات، وعبر العقول البشرية وتشجيعها من قبل القطاع العام، ولإعادة الثقة إليه وهذا التنوع والتوسع والتشجيع الذي حاربه المسئول الحكومي تارة بحجة الشراكة مع القطاع الخاص، وتارة بالسمسرة العقارية بعد الاستيلاء القسري على مواقع حيوية للأراضي، وبالطبع لا حياء ولا خجل سواء كانت الأرض باسم المسئول أو مُجيرة باسم أخيه، ابنه، بهدف امتصاص دم هذا القطاع، وبالتالي الثروة الوطنية. هكذا تُرك شعبنا يعاني ويعاني ويكره انتماءه لوطنه بعد أن رأى كيف يتصرف بعض المسؤولين ممن يقولون إنهم يمنيون، وللأسف لم يحدث تغيير بعد 2011م إلا من عمل وفاقي برسم المبادرة وأي من الطرفين لا يعجبه ولم يتفق مع الآخر في توافق وظيفي قيادي لا يشرب من البحر، كما يقول المثل بل يذهب ليؤجج السذج ويشغل الأجهزة الإعلامية له، وبمقارنة وتحليل للنص المقروء أو المسموع أو المرئي في صحيفته، قناته، موقعه الإلكتروني لتدرك ما هدف وما صلة هذا الجهاز الإعلامي إلا التأجيج في ظل صمت إعلامي رسمي لأي من مظاهر هذا التأجيج الحزبي والمناطقي، إضافة للنأي بالإعلام الذي صار محايداً عن تقديم أو نقل للمادة الإعلامية لغوياً وفنياً، وكيف به أن يكون إعلاماً يقدم رسالته بوطنية واحترافية، وينقل معاناة الناس ويحرك المشاعر عند المسئول وبمثابة تحفيز قيم الشفافية والمسئولية ويقظة الضمير، وهكذا حتى بلغ السيل الزبى كتعبير عن المعاناة.. ولكننا نأمل أن العهد الجديد عهد مخرجات الحوار والشكل الجديد لإصرار اليمنيين على بناء الدولة، وتطويرها للعيش الكريم بدءاً بدولة اتحادية لا مركزية تحشد الطاقات الإقليمية لحكم عادل يحشد الثروات ويعيدها تنمية بما يحقق ضمانة حقيقية لتدفق الثروات نحو الصحة والتعليم، وبما يحقق توازياً في توزيع عادل للثروات بحيث لا تجير لصالح الوظيفة العليا من إنفاق غير عادل، وعلى حساب الاستحقاق الوظيفي في الصحة والتربية والخدمات الاجتماعية، لما لهذا الاستحقاق من أثر على مخرجات هذه الخدمات الصحية والتعليمية. يبقى الهم الأكبر هو حسن اختيار وتأهيل العنصر البشري نحو إدارة وقيادة الدولة الحديثة الاتحادية، وأن يظهر جيل من القيادات المستعدة للتأهيل في إدارة الدولة ولإخراج الوطن من سوء الإدارة، وسوء استخدام المال العام فتجارب البلدان الناجحة تعتمد على إدارة ناجحة حسنة التقدير في اتخاذ القرار المستند على المعلومة والتشاور.