أنا اليتيمة يا «هذا» أتسألني!! لمَ السماء تكدّسُ شمسها بدمي؟ لمَ الغبار ينازعُ ثوب مكرمتي عني .. لمَ التيبّس في كفّي.. لما ألمي؟ لِمَ الرصيف يبدّدُ أحلامي ويلفظها من العيون شفاهاً تمتطي صممي؟ لمَ المساء خيالاً في غدٍ نَزِقٍ لمَ النهار نحيباً صامتاً بفمي؟ لمَ الطفولة في قلبي أشيّعها حقيبةً لا دفترٌ فيها ولا قلمِ! ... تودُّ تعرف قصتي ؟ عجلٌ ؟ لتثور أزمنةً من الرَحِمِ أتودُّ تمضي نحو مخدعنا أنا وأختين من جنسي ومن ندمي ؟ أنا اليتيمة يا «هذا» فلا وطن يضمّ قلبي.. مات الأبّ والأمِّ كانت لنا الدار صرحاً عامراً ومضى عنا فصرنا على الأبوابِ في سأمِ لي طفلتين أكابر دنياكم .. لنجدتنا أقسّم الوقتَ كي نحظى بما يَدُمِ بدلاً عن دميتين بغرفةٍ مُحيت عنها روائح أمي وثوب الوالد السَقِمِ واليوم ترفضنا الأكباد في صلفٍ كأننا نحن صُغنا الموت والندمِ فهل ترى في غدٍ نختال ثانيةً؟ أم تغرب الشمس عن وجهي وعن قدمي؟ ... أنا اليتيمة أمضي نحو مدرستي تعافني الطالبات وكنّ مُعتصمي وكل يومٍ تناشدني معلّمتي قلما ودفتر وزيّاً غير محترمِ هذا الرصيف صديقي بل ومتكئي من الهمومِ ومن أهلٍ وذي خدَمِ ... تودّ تعرف يا «هذا» فيا عجباً غداً سيعرف طفلكَ قصة بفمي غداً يحدّث أخته شزراً عمّن رمى «قطعةً» من مالهِ بدمي هذا النهار سيمضي لستُ أعلمُ هل سيفي بفُتاتهِ وبضوئه حلمي!! أتجيء في غدنا بشائرنا؟ أم أكتفي بمسيرةِ الأهوال والظُلَمِ لا تكترث.. إمضي لصحبتكم إمضي لأهلكَ.. أطفالاً ذوي النِعَمِ ... «عمو» فديتكَ خذهم في الخميس إلى حديقةً كنتُ فيها رقصة النغمِ لا تنسَ .. داعبهم كأنّ أبي في صدركَ الحاني يضمّ دمي لا تنسَ أمهمُ تمسح غبارهمُ وترسم الحلم في مستقبل الحِكَمِ «عمو» فديتكَ لا تبكي إذا عبرت عيناك هذا الرصيف ولم تلحظ به قدمي ثق أنني لهما أحكي بقصتنا أنت الوحيد الذي قد بُحتهُ ألمي وسيُقرآنِكَ من قلبيهما هِبةً من السماءِ وحيث الله لي حلمي هناك أُفصحُ للرحمن ما خَفيَت عن خلقهِ حادثاتٌ هُنّ مكتتمي