لقد رحّب أبناء الشعب اليمني كله بمخرجات الحوار الوطني التي توافقت عليه جميع القوى السياسية المشاركة في الحوار, ورحّبت بهذه المخرجات كافة القوى الإقليمية والدولية كلٌّ على حده أو ممثلة بالجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي أصدر قراره برقم 2140 الداعم والمؤيد وأحد أهم الضامنين لتنفيذ المخرجات والإسهام في التصدي لقوى العرقلة والردة وإخضاعها لإرادة الشعب اليمني الصابر والمحتسب والعازم على تحقيق أهدافه وبناء دولته الاتحادية العادلة. وفي الوقت الذي بدأت بعض محافظات وجماهير العديد من الأقاليم احتفالاتها فرحة بقرار إعلان التقسيم إلى الأقاليم المنصوص عليها في وثيقة المخرجات التاريخية للحوار الوطني, كنا نأمل من أبناء إقليم آزال، حيث تقع عاصمة الدولة الاتحادية أن يكونوا السباقين إلى مثل هذه الاحتفالات كغيرهم من أبناء الأقاليم الأخرى كون المعاناة واحدة والأمل والطموح مشترك, لكن للأسف الشديد أشعلت بعض القوى السياسية الحرب العبثية في العديد من مناطق الإقليم بهدف عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار فحالوا دون قيام الاحتفالات الفرائحية لأبناء آزال وأبناء قبائله الأحرار والشرفاء مؤقتاً ولن يدوم هذا الحرمان طويلاً إن شاء الله. والحرب عبثية لأنها تدور في دائرة مغلقة لن تتجاوز حدود الإقليم نفسه, عبثية حتى وان اقتحم أطرافها العاصمة صنعاء نفسها، لأنهم سيرتكبون حماقة تلحق الدمار والخراب بالعاصمة ولهذه الأسباب وغيرها يحرص الرئيس عبد ربه منصور هادي على عدم الزج بالجيش في حرب عبثية، والاكتفاء ببذل الجهود السياسية و الوساطات لحل القضايا سلمياً وبما يجنب الإقليم وأبنائه الخراب والدمار وسفك الدماء. ففي المرحلة الانتقالية كما نعتقد يقتصر دور الجيش على حماية حدود الدولة ومنع تجاوز الحروب الداخلية. فلو أدرك فرقاء هذه الحرب العبثية وأمثالهم من المعرقلين في بعض مناطق أو محافظات هذه الأقاليم أو ذلك لما انساقوا وراء أوهامهم ولما اصروا على أن السراب الذي يشاهدونه ماءً. نشد على أيدي الأخ الرئيس ونؤيده في عدم التدخل العسكري في مثل هذه الحالات في الوقت الحاضر على الأقل مهما هوّلت وسائل الإعلام من أخطارها على العاصمة عمداً أو عن جهالة إن رجّحنا حسن النوايا. والله من وراء القصد.