الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، اسأل أي مواطن يمني عن الرجل ولا تنتظر منه الإجابة.. فقط اقرأ سيرة الرئيس ومراحل حياته وتاريخه من خلال علامات الحزن التي ستبدو على وجه المواطنين البسطاء، قد تصادف امرأة ريفية عجوزة لم تقرأ كتاباً واحداً ولم تشارك في ندوة سياسية طوال عمرها لكنها ستفاجئك بالحديث عن مشاريع الرجل الوطنية وستقول لك بنهدة حزينة رحمة الله عليه . إبراهيم الحمدي الذي لم تتجاوز فترة حكمه الثلاث السنوات،، ما هو السر الذي مكنه من السيطرة على قلوب اليمنيين صغارهم وكبارهم وبمختلف مكوناتهم الاجتماعية وجعلهم يتشبثون بحبه إلى هذا الحد . حدثني والدي عن واحدة من القصص الحقيقية للرئيس الحمدي لا تزال محفورة في ذهني منذ أيام المدرسة اخبرني أن الحمدي ذات مرة كان يمشي بسيارته المتواضعة وصادف امرأة يمنية - بائعة لحوح - كانت تمشي على نفس الطريق وبين المطر أوقف الرئيس الحمدي سيارته وسألها عن مكان سكنها وقام بتوصيلها إلى منزلها لم تكن تعرف المرأة طوال الطريق أنها بصحبة الرئيس إلا بعد أن وصلت إلى منزلها وحارتها وسمعت الناس يتحدثون ويتهامسون هذا الرئيس الحمدي بعد أن عرفوا صورته. الكبار والصغار والنساء والسياسيون والأحزاب ورجال القبائل اليمنيون جميعهم يذكرون الرجل بالخير، احترم نفسه وفرض احترامه على الآخرين، كان في رأسه مشروع دولة، وترفعً عن كل تفاهات الصراع والدعاية ومطابخ الإعلام والتلميع، كان كبيراً بحجم أحلام الناس والفقراء وثقتهم به. كان يدفع للمواطنين أضعاف قيمة البندقية ويشجعهم على حمل الفأس “والكريك “ بهدف التأسيس لمجتمع مدني واقتصادي والخروج من دوامة الصراعات التي أنهكت اليمنيين خلال تلك الفترة، كان صادقاً ومخلصاً ولهذه الأسباب رحل الحمدي الرئيس الأب لكل اليمنيين . اذا نحن جربنا هذا النوع من الناس، ماذا نريد الآن، نحتاج إلى رئيس عادل وصادق يشبه إبراهيم الحمدي لكنه ديكتاتوري، نعم ديكتاتوري وطني يوقف كل أدوات القتل والحروب والاغتيالات وعمليات الفساد ويقضي على الفقر ويركز على التعليم والتنمية والاقتصاد ويمشي ومعه موكب وجنود ومرافقون لحماية نفسه حتى لا يكرر غلطة الحمدي من جديد. ليست مشكلتنا التنوعات الطائفية والمذهبية صدقونا ولا الثروة ولا الإنسان ولا أحوال الطقس والبيئة ولا أي شيء من كل هذه الأمور، مشكلتنا هي الفقر والفساد وعدم وجود المسؤول القائد والوطني .. وان وجد عثرته مراكز القوة والنفوذ في البلد. الجنوب والشمال قضيتهم مشتركة وهي نفسها القبيلة أيضاً الجميع يريد دولة وهذا كل ما في الأمر. الدولة تحتاج إلى شخص يحمل مشروع دولة مثل إبراهيم الحمدي والذي بدت ملامحه تتشكل من خلال حنكة وقرارات وزير الداخلية الجديد «الترب». [email protected]