من المؤكد أن الجامعات في أي من المجتمعات هي بوابة الابداع والتغيير الاجتماعي وليس هنالك من مؤسسة أخرى يمكن ان تنجح في بلورة مقومات وطاقات التحول المنشود ، وتتحمل تلك المسئولية الصعبة إنسانياً وعلمياً وحضارياً. أسبوع الطالب الجامعي الذي دُشن الثلاثاء الأول من ابريل الجاري في جامعة عدن وتم اختيار كلية التربية عدن لتكون منطلقا لهذا النشاط والتفاعل والإبداع الشبابي الذي أوقفته الاحداث والصراعات والمراهقات السياسية التي اتعبت المجتمع وفاقمت همومه ومعاناته . ما يمكن ان يخفف من وقع وثقل المعاناة عن المجتمع وشريحة الشباب على وجه الخصوص هو ما رافق تلك الاحداث من تحولات سياسية واجتماعية سرعت في حل الكثير من الملفات العالقة في عنق الحياة اليمنية ، والتي شكلت في العقود الماضية البؤر الملتهبة التي استنزفت البلاد وحالت دون تعافي المجتمع من صراعاته . اسبوع الطالب الجامعي يجب أن يأخذ بعداً إبداعياً ونشاطات علمية وفكرية وأدبية واسعة وشراكة يتم التنسيق لها مسبقا مع الكليات والأقسام المشابهة في الجامعات اليمنية وخاصة العلمية والفكرية والأدبية منها ، بقصد بناء جسور معرفية وإبداعية بين شباب وأقسام وكليات الجامعات اليمنية ولو بتمثيل يقتصر على الموهوبين والمبرزين والمتميزين في اقسامهم وكلياتهم من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس فيها . الابداعات الشبابية في جامعاتنا بحاجة إلى رعاية مشتركة بين الدولة والمجتمع بحيث تتحول تلك الابداعات والابتكارات والمحاولات الجادة لعمل شيء يستحق الاهتمام إلى مشاريع استثمارية وأفكار قابلة للتنفيذ ودخول سوق العمل بجدارة وقوة تنافسية ، تستمد طاقتها الفعلية من اصرار ومدافعة العقول الشابة التي تتوق إلى النجاح والتميز . شباب جامعة عدن يتمتع بقدرات ابداعية تستحق الاهتمام والرعاية المستمرة من قبل الدولة والمجتمع ورجال المال والأعمال الذين لن يخسروا شيئا اذا ما ساهموا في تخليق كارزمات الابداعات والاختراعات والنبوغ العلمي والمعرفي في الساحة اليمنية التي تزخر بهم ، يتسرب الكثير من أولئك المبدعين قهرا إلى امريكا وأوروبا وشرق آسيا ويمكن الرجوع إلى قائمة الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج لمعرفة كم يعود من أولئك الشباب إلى وطنه ثم لا يلبث بعد معاناة طويلة مع مؤسسات الدولة والجامعات اليمنية إلى الرحيل مرة أخرى باتجاه الجامعات التي تخرجوا منها للعمل فيها والإبداع من خلالها . كيف يمكن للجامعات اليمنية ان تتحول إلى حاضن أساسي للإبداعات الشبابية وتخليق القدرات النبوغية في عقولهم وتحويلها إلى مشاريع استثمارية ناجحة بالشراكة مع سوق العمل ورجال المال والاعمال في بلادنا ؟ . [email protected]