تعبئة الشارع ومحاولات الاحتكام إلى فوضى الشارع لن تحقق الخير العام, بل تجلب الويل والثبور وعظائم الأمور, وتمضي بالوطن نحو الهاوية, ويبدو أن الذين سنّوا هذه السنة استمرأوا وقف عجلة التنمية وإحداث الخراب والدمار وإقلاق السكينة العامة, ولأن بعض القوى السياسية التي تعمد إلى هذا الأسلوب عديمة الرؤى ولايهمها أمن واستقرار الوطن ولم تعد تفكر في خدمة الشعب بقدر التفكير الغوغائي في مصالحها هي وحدها دون مكونات المجتمع, فإنها تصر على اللجوء إلى الشارع وهي تدرك تمام الإدراك أنها تسير في الاتجاه غير السليم, ولكن من باب المكابرة واعتماد سياسة «أنا ومن بعدي الطوفان» تصر أن تسوم الناس سوء العذاب, لأنها تدرك أن الناس كافة في حالة الانتخابات لن تمنحها الثقة بسبب ماظهر منها في الشارع الذي أصبح مكروهاً من كل العقلاء والنبلاء. إن الإصرار على تدمير الحياة دليل قاطع على عدم الرغبة لدى تلك القوى في التعايش السلمي وأنها لم تعد قادرة على العودة إلى جادة الصواب، الأمر الذي يتطلب حذراً جماهيرياً في الوطن كافة لمنع التجاوزات وبناء اصطفاف وطني شامل لمنع جعل الشوارع والطرقات مأوى لكل فاشل أو عنصري أو حاقد. إن الاحتكام إلى الشيطان ليس من أفعال الحكماء والنبلاء, ولكنه من أفعال الفاشلين الذين لايمتلكون رؤية استراتيجية لبناء الدولة, بل ربما لايهمهم بناء الدولة لا من قريب ولا من بعيد وإنما همهم الهدم والتدمير وتعكير الحياة وإسقاط وجود الدولة وتمزيف اليمن خدمة لأعداء اليمن المتربّصين بسيادته ووحدته وأمنه واستقراره من أجل الانقضاض على خير الوطن لمنع استفادة الدولة اليمنية منه. إننا اليوم أمام مشاهد بارزة تؤكد أن البعض من القوى السياسية لاتريد بناء الدولة ولا تؤمن إلا بمصالحها الخاصة ولذلك ينبغي الحفاظ على الوحدة الوطنية من العبث، من أجل الحفاظ على مستقبل الدولة اليمنية الحديثة بإذن الله.