لا أعتقد أن أحداً يقبل بطمس معالم التاريخ ثم يرى أن ذلك طريقة للتغيير نحو الأفضل ، لا خلاف كون ذلك الفعل تغييراً ولكنه جريمة ستلاحق الذين يصرون على إلغاء تاريخ الحياة السياسية وإنكار الأفعال والأقوال التي حدثت في الماضي واستبدالها بالأهواء الهزيلة التي ستسجل في التاريخ ولكن كنقطة تسيء إلى تاريخ الإنسانية . إن التغيير البنّاء سنة من سنن الكون مطلوب وينشده الناس وهو نحو الأفضل والأمثل والانطلاق صوب مستقبل أكثر إشراقا وتطوراً وازدهاراً يحمل فيه الإنسان قيم المحبة والسلام والتسامح ويسعى نحو إعمار الأرض بروح المسئولية ، ولامكان فيه لمن يحملون معاول الهدم والتدمير ويتفننون في قتل البشر وتدمير القيم الأخلاقية والروحية وتعميم الفوضى المدمرة للقضاء على السلم الاجتماعي وطمس معالم الإنسانية والعودة إلى حياة الجاهلية والاحتكام إلى قانون الغاب. إن تاريخ الفكر السياسي اليمني قد سجل أنصع صفحات المجد الإنساني لأبناء اليمن عبر مراحل التاريخ المختلفة كما أن التاريخ هذا السجل الكبير الذي أحصى الصغيرة والكبيرة لم يرحم من أساؤوا إلى اليمن وباتت أفعالهم وصمة عار في جبين التاريخ تلاحق أصحاب الانحراف والغوغائية والهمجية ، ويطلع عليه الأجيال كصفحة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن التاريخ يقدم صورة فوتوغرافية تحمل كل شيء دون انتقاء أما الفكر السياسي فلا يحمل سوى النور. لقد حز في نفسي انحراف بعض الأشخاص عن المسار السوي للإنسان المعاصر الملتزم بالقيم الأخلاقية والمتسلح بالقيم المعرفية ورغم ذلك قبل على نفسه أن يتحول إلى أداة صماء تنفذ أهواء الحاقدين على تاريخ اليمن الذين أثبتت الأيام فشلهم وعدم قدرتهم على الإبداع ولم يكن أمام ذلك الفشل سوى الاعتداء على انجازات وإبداعات الآخرين ومحاولة محو آثارها دون أن يدركوا بأن تشويه التاريخ والقضاء على معالم الانجاز جريمة سيسجلها التاريخ وستصبح وصمة عار تلاحقهم في حياتهم ومماتهم . إن الاعتداء على الانجازات والإبداعات الإنسانية اعتداء على مقومات الحياة الحديثة وتدمير للخير العام ورغم أن ذلك مستحيلاً إلا أن مجرد المحاولة جريمة ووصمة عار في حق من يحاول السلوك المشين ولذلك أكرر الدعوة لكل الشرفاء والنبلاء في الوطن إلى ضرورة الوقوف في وجهة الحاقدين على اليمن الأرض والإنسان والدولة والعمل على حماية المنجزات وتطويرها بإذن الله .