إذا كانت الانتخابات الوسيلة المباشرة للمواطن, التي تمكنه من ممارسة حقه في اختيار ممثله في المجلس النيابي، فلماذا تصر بعض القوى على عدم احترام هذا الحق الدستوري والشرعي؟ ولماذا تخلق الحجج والأعذار التي لم يعد يقتنع بها الشعب؟ ولماذا تتعمد بعض القوى السياسية افتعال الأزمات قبيل كل استحقاق انتخابي؟ وما الذي يخفيه الماهرون في صنع الأزمات؟ ولمصلحة من المناكفة والمزايدة؟ ومن الذي يجني ثمار العبث السياسي والكيد المفضوح؟ وماهي الحدود التي ينبغي الوقوف عندها وعدم تجاوزها؟ إن الشارع اليمني شديد الحساسية من ممارسة بعض القوى السياسية الكيد السياسي, ولم يعد يقبل بأولئك الذين يعبثون بحياته السياسية، وأصبحت الهيئة الناخبة المعبرة عن الإرادة الكلية للشعب على درجة عالية من فهم أساليب المكر السياسي, الذي يمارسه البعض ضد الوطن، ولم تعد الهيئة الناخبة تفكر في أولئك الذين انغمسوا في وحل المكايدة والمكابرة، وبات همها الوحيد البحث عن العناصر الوطنية النظيفة والنزيهة والأمينة, التي كانت رأس حربة في التصدي للتحديات الداخلية والخارجية, التي واجهها اليمن خلال الفترة الماضية، العناصر التي نذرت حياتها للوطن دون الحسابات الضيقة، التي يفكر فيها ضعفاء النفوس وبائعي الضمير.. إن المرحلة المقبلة تحتاج من الشرفاء والنبلاء الذين سينالون ثقة الهيئة الناخبة في الانتخابات النيابية القادمة أن يكون اليمن همهم الأول والأخير، وأن يكون تفكيرهم في المستقبل القريب والبعيد للأجيال الحالية والقادمة، ولاتريد الهيئة الناخبة من لايحسن التفكير إلا في زرع الفتن وإنهاك الشعب وإغراقه بالفوضى السياسية وخلق التناقضات والصراعات، نعم تريد الهيئة الناخبة أن تمنح الثقة لمن لايفكر إلا في اليمن وأجياله، ولاتريد الساعين إلى المنافع الشخصية الضيقة، الذين يشعلون في سبيلها الفتن ويخلقون الصرعات لتستر مصالحهم، وتستمر قدرتهم على استغلال البسطاء من الناس. إن الهيئة الناخبة اليوم مهما تعدد لونها السياسي تدرك أين تكمن مصلحتها ومع من، ومن الذي يذود عن سيادة وعزة وكرامة المواطن، ومن الذي يسعى لتجسيد روح المحبة والتسامح وخلق الألفة والمحبة والتكافل والتراحم بين الناس، ومن الذي ضحى بمصالحه الخاصة من أجل الوطن وأمنه واستقراره، ولن تنخدع الهيئة الناخبة بالشعارات الجوفاء التي يرددها النفعيون, ممن يرون في الانتخابات نهاية لمصالحهم الأنانية الضيقة، ونحن على يقين بأن الهيئة الناخبة قد بلغت هذه الدرجة العالية من الوعي بإذن الله.