فشلت المواجهات الأمنية المدعومة أمريكياً ضد الإرهاب المنسوب إلى تنظيم القاعدة على المستوى العالمي، فتعاظمت قضية الإرهاب واتسعت في اليمن، وصار حسب قول رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور في خطابه يوم الثلاثاء 29/3/2014 أمام منتسبي وزارة الداخلية ، الإرهاب بنسبة 70 % منه عناصر أجنبية من مختلف دول العالم ، أما العناصر اليمنية لا تتجاوز 30 % فقط، وأن قياداتها الحقيقية هي أجنبية، تنسق مع عملاء أو عناصر محلية. إضافة إلى ذلك تعددت وجهات النظر للمحللين والمتخصصين في متابعة وبحث القضية الإرهابية إلى درجة التشويش وعدم الخروج باستنتاجات تقنع المواطن البسيط. والأرجح في رأينا هو أن هناك قوى دولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية توظف الإرهابيين لضمان تدخلها المستمر في الشئون الدولية، وبالمقابل هناك قوى نفوذ سياسية داخلية تستخدم قوى وعناصر الإرهاب كميليشيات حزبية لمواجهة قوى نفوذ سياسية منافسة أو مذهبية معادية ، وهناك قوى نفوذ سياسية محلية أيضاً عملت ولازالت تعمل على تسخير وتوظيف قوى وعناصر الإرهاب وكذلك تسخير وتوظيف ما يسمى بالحوثيين أو تنظيم الشباب المؤمن، كتنظيم شيعي، لجعلهما حجري زاوية لتأسيس نظام أسري وراثي على غرار الأنظمة الوراثية، كمخرج للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن وفي عموم الشرق الأوسط من منطلق أنه هدف تلتقي حوله القوى الدولية والقوى الإقليمية. وعندئذٍ يتحقق خلع عداد الديمقراطية، وتصبح اليمن مؤهلة للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي بل ونيل الاستحقاق في قيادة الإقليم دون الإضرار بمصالح أي نظام ودون حدوث أية ثورات أو حروب تهدد الأنظمة الوراثية مصيرياً. لكن الولاياتالمتحدة لا تقبل بخسارة ورقة الإرهاب ضماناً لاستمرار تدخلها ولضمان مصالحها وعلى رأسها ضمان أمن ووجود إسرائيل كحليف مصيري. وفي ضوء ذلك يمكن لمتابع الأحداث في المنطقة العربية أن يدرك دوافع الاختلاف بين أمريكا ومعها الدول الغربية وبين أهم حلفائها العرب بشأن إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان المسلمين، وكذلك دعم السلفيين للانقلاب في مصر. وفي ضوء ما سبق تتطلب قضية الإرهاب تشخيصاً واعياً ومعمقاً قبل أن تتم مواجهته عسكرياً، وذلك لضمان تحقيق الأهداف الثلاثة التالية في وقت واحد وهي كما يلي: 1 - عدم ترجيح كفة أمريكا في استغلال قضية الإرهاب. 2 - عدم ترجيح كفة من يريدون تشكيل الميليشيات للاستحواذ على السلطة. 3 - عدم ترجيح كفة الطامحين لقيام نظام وراثي في اليمن ، فعشوائية المواجهة تعقّد القضية وتزيد من خطر الإرهاب وتوسّعه. والله من وراء القصد.