من المتعارف عليه أن دور الحكومات في أي بلد دور عظيم وكبير فهي مسؤولة عن إدارة شؤون البلد بحكمة وفاعلية وكفاءة ومسؤولة عن استقرار وأمن الشعوب والارتقاء بهم والعمل الجاد على إيجاد تنمية شاملة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ... ومسؤولة عن توفير البيئة المناسبة للإبداع وإطلاق الملكات الفكرية اللازمة للوصول إلى مجتمع المعرفة ..ويشهد العالم من حولنا تطوراً كبيراًَ ومتسارعاً نحو التنمية الحقيقية لبلدانهم والسعي لمواكبة العولمة والانفتاح الاقتصادي وبالنظر إلى البلدان العربية من حولنا نجد أنها تتقدم يوماً عن يوم ووصلت إلى مستويات اقتصادية آمنة وحياة كريمة لشعوبها نظراً لوجود رؤية استراتيجية لقياداتها وحكوماتها التي أولت المواطن والوطن جل اهتمامها.. بينما نحن في اليمن على العكس من ذلك.. يوماً بعد يوم تزداد معاناة المواطن اليمني بؤساً وشقاء وفقراً..!! يحلم كل يوم بانفراج لأوضاعه التي باتت شبه معقدة سياسياً واقتصادياً واصبح الخوف من المستقبل يلازمه ..ما الذي سيحمله إليه في ظل غياب المسؤولية الوطنية التي باتت أجهزتنا الحكومية تفتقدها والتخطيط العشوائي الذي يحكم قراراتها التي دائماً لا تصب في صالح المواطن اليمني الذي يعاني منذ ثلاثة أعوام والذي أصبح رهين أزمات مفتعلة واحدة تلو الأخرى تخفي وراءها مقاصد ومآرب لا إنسانية ولا أخلاقية سوى العبث بمقدرات الوطن وموارده وتسخيرها لمصالح شخصية وإشغال المواطن المغلوب على أمره بهذه الأزمات حتى لا يكون قادراً على التفكير ولا المشاركة في صناعة القرار ..أسلوب رخيص تستخدمه بعض الأجهزة الحكومية التي تفتقد لمعيار الكفاءة والقدرة الإدارية والعاجزة عن التخطيط السليم وإدارة موارد البلد بحنكة ومهنية وإلا ماذا نسمي ما يحدث في الوطن من أزمات اقتصادية وأمنية وسياسية مستمرة ..ماذا نسمي هذا الانفلات الأمني المشهود وهذا الارتفاع البشع في معدل الجريمة وهذه الدماء التي تراق كل يوم دون رادع وفي ظل غياب دور المؤسسات الأمنية ؟؟ ماذا نسمي تلك الطوابير المتراصة من وسائل النقل المختلفة لأيام وشهور أمام محطات الوقود ونحن بلد منتج للنفط والغاز والديزل أين يذهب غاز وديزل الوطن ومن الذي يستفيد منه..؟؟ فإلى متى قرارات حكومتنا قرارات عشوائية تفتقر إلى التخطيط والكفاءة ؟؟ قرارات آنية وغير موضوعية تخلق الكثير من المشاكل بدلاً من حل الأوضاع المتردية ودون إيجاد البدائل..؟؟ ماذا نسمي حالة الظلام الذي باتت مفروضة على هذا الشعب كعقاب جماعي له وتحت مبررات واهية لا يقبلها العقل والمنطق وكأن خدمة الكهرباء صدقة مغموسة بالذل تمنحنا إياها وزارة الكهرباء التي لا تمتلك الكفاءة الإدارية ولا الشعور بالمسؤولية ..!! ماذا نسمي حالة العطش التي تعاني منها الكثير من الأحياء في مدننا التي صارت أشبه بالقرى في اعتمادها على وايتات الماء التي أرهقت ميزانية المواطن الذي يعاني من تدني دخله في ظل أوضاع اقتصادية تزداد سوءاً كل يوم ..!! ماذا نسمي حالة البطالة المستشرية بين أبناء المجتمع حتى في خريجي الجامعات الذين صار مستقبلهم مجهولاً في ظل انعدام الخطط التنموية والرؤية المستقبلية لاستيعاب الكوادر البشرية..!! وطن بلا خدمات أساسية وضرورية بات المواطن يفتقدها.. بلا أمن ولا استقرار .. وطن حرم فيه المواطن من أبسط حقوقه أن يحيا حياة كريمة.. هادئة.. آمنة له ولأبنائه ..لتتحول حياته إلى صراع يومي في ظل جهات حكومية تتبع منهجية الإدارة بالأزمات لإخفاء عجزها.. فإلى متى سيضل المواطن اليمني يعاني قسوة الحياة ولمصلحة من افتعال هذه الأزمات..؟؟ [email protected]