الغريب في بلادنا اليمن أننا نورث الأزمات ونتبادلها مرة عندي ومرة عندك ، مرة أزمة هنا ومرة أزمة هناك ، حيث لاتسلم منطقه من أزمة غاز وإن تخطت هذا الموقف دخلت في أزمة ديزل ، هذه المنطقة فيها أزمة مياه وتلك المحافظة فيها أزمة كهرباء وهكذا دواليك. تعز كمدينة كبيرة يئن مواطنوها تحت أزمة الغاز هذه الأيام وكأن هذه المدينة والتي تعتبر المدينة الثقافية الأبرز على الأرض اليمنية وبالتالي المدينة الأكثر احتواء للمتعلمين والكوادر ولكنها لم تستطع حتى الآن التخلص من أزمة بسيطة تؤرق كل بيت فيها.. إنه لمن المخجل حقاً على مسئولي مدينة تعز أن يعجزوا في إنهاء شيء اسمه أزمة غاز وإلى الأبد .. والحقيقة كان هذا سيكون مقبولاً لو جاءت هذه الأزمة قبل عشرات السنين مع بدايات انتشار أجهزة الطبخ الحديثة .. لكن أن نظل حتى اليوم نشتكي من أزمة ندرة الغاز فهذا عجز في التخطيط . ولا أدري كيف سينظر الناس إلينا في الخارج وماذا سيقولون عنا بعد أن يعرفوا أننا نعاني أزمة في توفير الغاز وقبل ذلك كنا نعاني هنا وهناك أزمة عدم توفر الديزل . ورغم انفتاح السوق لدينا في اليمن إلا أن هناك أيادي خفية عملها فقط هو صناعة الأزمات. وكل حججنا والمبررات التي نسمعها هي التقطع لقاطرات الديزل والغاز في طريق مأرب وتلك الحجج نسمعها منذ زمن وكأن الجهات المعنية لا تستطيع أن تؤمّن مرور تلك القاطرات . ورغم تكرار تلك الأزمات وباستمرار وتكاد تكون سنوية وأعني هنا المبررات إلا أن مسئولي تلك المحافظات والتي مسّت الأزمة حياة مواطنيها لم يتخذوا أية إجراءات فورية واستراتيجية لإنهاء هذه الاسطوانة المتكررة من الأزمات . بمقدور أبسط إنسان لديه اليسير من العلم والثقافة أن يقترح ابسط حل ألا وهو إيجاد مخزون استراتيجي من المواد بدلاً من مواجهة متكررة مرة مع الغاز ومرة مع الديزل مادامت الأجهزة المعنية لم تستطع أن تحل تكرار التقطعات للقاطرات . يجب على قيادة كل محافظة في هذه الحال أن تلزم الجهات المعنية بتوفير مخزون استراتيجي للأزمات الطارئة حتى لايعاني المواطن من تعدد الأزمات ، ويجب أيضاً أن تتم متابعة ذلك حتى يتم انجازه مهما كلف الأمر . فمنظر طوابير النساء والشيوخ والأطفال يشحتون أنبوبة غاز يفترض أن يكون من الماضي وألا يسمح للمنظر أن يتكرر كل بضعة أشهر والأجهزة المعنية من سلطة محلية ومحافظين لايعيرون ذلك المنظر أية أهمية واستشعار . مادة الديزل والتي ليست في أزمة هذه الأيام في تعز وربما هي أزمة في محافظه أخرى تعتمد عليها حركة الناس والمواصلات ومحطات الكهرباء ، والغاز ليست أزمة هذه الأيام في محافظات أخرى ولكنها أزمة في تعز فإلى متى نجتر الأزمات اجتراراً دون حل جذري . ؟ وإلى متى تتكرر أزماتنا فيما يعتمد عليه المواطن في شؤون حياته اليومية والضرورية كأزمة الكهرباء وأزمة المياه وأزمة الديزل وأزمة الغاز وهكذا كل هذه الأمور يئن منها المواطن ، والعصابات الصانعة لهذه الأزمات تتفرج وتتبادل المواقع . وسواء غاز أو ديزل أو مياه أو كهرباء هي عصب الحياة من المفروض ألا تتكرر إذا ما كان هناك ضمير حي لدى قيادات كل محافظة. والغريب أن هذه الأزمات لا تأتي إلا في وسائل عصب الحياة لدى المواطن ، ولم نسمع حتى الآن أن هناك أزمة في توفر منتج شجرة القات رغم أن نسبة مُخزني هذه الشجره ليست قليلة، فلماذا لا يتم التقطع لناقلي تلك الشجرة اللعينة !؟ وماذا عساه سيحصل لو أصبحنا في أزمة قات بدلاً من أن نعاني أزمة غاز أو ديزل أو مياه .. حقيقة أدعو ربي أن يستبدل أزمتنا إلى أن تكون أزمة قات بدلاً من الأزمات الأخرى إنه سميع عليم قولوا معي آمين ..