أزمات متتابعة بعضها فوق بعض، بالأمس كان الغاز المنزلي واليوم أزمة مادة الديزل، وغداً موعد مع حلقات جديدة من مسلسل الأزمات الذي ينتجه نظام متهالك يبدو أن نهايته لن تكون سعيدة ، لكن الكل يدرك تماماً أنها أزمات ممنهجة، لها أهداف خفية غايتها المواطن اليمني لأجل أن ينشغل عن مطالبه المشروعة ويغرق في هموم متطلبات العيش التي هي جزء من مؤامرة مدبرة. "أخبار اليوم" التقت عدداً من المواطنين الذين يقفون طوابير طويلة في انتظار مادة الديزل بعدن ونقلت آراءهم مرة أخرى، وربما لن تكون الأخيرة، يقف المواطنون في طوابير طويلة وهذه المرة من أجل الحصول على مادة الديزل الذي انعدم فجأة دون أن يدري المواطن أسباب انعدامه بعد أن ظل شهوراً طويلة يبحث عن مادة الغاز ليجد نفسه أمام طابور آخر من أجل الديزل وجميعها أزمات لمشتقات نفطية تسبح في فلك دوار تقف أمامها مصفاة عدن مكتوفة الأيدي بعد إنعدام المواد الخام لتلك المشتقات. * توقف مطبخ المشتقات: الأخ/ سهيم زيد أحد عمال مصافي عدن قائلاً بين عشية وضحاها تظهر أزمة مادة الديزل بعد أن توقفت مصفاة عدن عن العمل منذ أسبوع بسبب انعدام المواد الخام الذي تستخرج منها المشتقات النفطية وهذا يأتي نتيجة توقف محطة صافر التي انعدم مع توقفها المواد الخام لأن وظيفة المصفاة التكرير وتحويل الخام إلى مشتقات بترولية. وأضاف سهيم: كل شيء مرتبط بالمواد الخام فانعدامه يعني انعدام الديزل والبترول والغاز وعلى ذلك تترتب بقية الأزمات. * رب ضارة نافعة: العاقل/ سالم محمد أحمد أحد مالكي الشاحنات يقول حول الأزمة: هذه الأزمات التي تأتينا تباعاً تجعل فينا كل يوم مواطناً ثائراً وتزيد من سخطنا على السلطة التي مازلنا نعاني الويلات بسبب فسادها. وأضاف: اليوم انعدم الديزل ووصل سعر الدبة ما بين "1500 إلى 3500" ريال وهذا طبعاً في المحطات الحكومية في الوقت الذي نسمع فيه وعودات من السلطة بإصلاحات، لكن الواقع عكس، فكل يوم تظهر أزمة وهذا بحد ذاته سبب يجعل كل مواطن يعيد حساباته ونقول "رب ضارة نافعة". * أزمات متعمدة: أحد الواقفين في الطابور الطويل أمام محطة البترول منذ يومين الأخ/ حسين قاسم جعبل وحول أزمة الديزل تحدث قائلاً: هذه أزمات مفتعلة وهي جزء من المسلسل السياسي للنظام الذي يعاقب الشعب على خروجه إلى الساحات لإسقاط النظام. وأضاف جعبل: لكن هذا لن يثنينا ولن تخيفنا فزاعات النظام وسنعبر حتى لو وقفنا شهوراً بلا غاز وبلا ديزل وفي كل أزمة تتكشف لنا حقيقة هذا النظام الذي دمر الشعب وأهلك اقتصاد البلد. * استنزاف: نبيل أحمد عبدالله قال: أعتقد أن السلطة تفتعل الأزمات لتوحي للشعب أن وجود شباب التغيير في الساحات هو الذي أدى إلى الأزمات، لكن الحقيقة هي أن النظام استنزف اقتصاد البلاد ويعبث بخيرات الوطن ولم يسخرها في خدمة الشعب وصالح البلد وبالتالي إنهار الاقتصاد ونفذت الموارد وتراكمت الأزمات والمصيبة الكبرى أنه لايزال إلى الآن يستنزف بدلاً من أن يضع الحلول ويتدارك ما يمكن إدراكه. * إحباط: الإخوان عبدالكريم الشامي ومحمد سعيد تحدثا: لم يعد الشعب يثق بهذه السلطة وأصبح محبطاً بسبب السياسة الفاسدة التي أوقعت الوطن في بحر من الأزمات المتواصلة والتي تزداد يوماً بعد آخر لعدم وجود سياسة اقتصادية فعلية. * بحار الأزمات: بدر البيحاني يتسائل قائلاً: أين مخزون المشتقات النفطية التي من المفترض أن تواجه بها الحكومة مثل هذه الأزمات؟ وأضاف: هذا النظام هو مجموعة من تجار الأزمات والذي يعيشون على آلام الشعب ومعاناته تم نراهم في القنوات الفضائية يزايدون على الشعب والوطن ويلقون بالتهم على الآخرين، فلماذا لا ينزلون إلى الواقع ليشاهدوا حقيقتهم. * لن نحتاج: لن نحتاج إلى بحث طويل أو تحرٍ فاحص في أدق التفاصيل عن أسباب انعدام مادة الديزل، فالكل أصبح اليوم باحثاً والكل يعلم حقيقة الأزمات ومفتعليها والله المستعان على من أوصل الوطن واقتصاده إلى شفا جرف هار.