تنظيم «القاعدة» يعود من جديد بحشوده وصلفه واستكباره لتدمير اليمن بشكل منظّم ومدروس، بل بإعداد وتجهيز غير عادي وكأن دولاً وأجهزة استخباراتية تقف خلف ما يقومون به ويحلمون في تحقيقه. ما يحصل في شبوة وأبين هو مخطّط تخريبي واستنزافي معد سلفاً ومدعوماً بميزانية تتجاوز قدرة التنظيم وأرصدته المحاصرة والمتابعة من قبل الأمريكان والأوروبيين والدول المشاركة في الحرب على الإرهاب ومن ضمنها بلادنا وجيراننا الأعزاء، إذاً من يقوم بالدعم والتمويل والتسليح لتنظيم «القاعدة» في اليمن..؟!. لا يمكن اتهام أي طرف مالم تكن هنالك أدلّة كافية وواضحة، وتتبُّع لخطوط الإمداد والتمويل والمصادر التي تقوم بذلك العمل الشرير والخبيث، ومعرفة كل الأطراف المتعاونة مع هذه الجماعة المتعطشة للدم والخراب. إن الخطاب الذي يبرّر ويشرعن الأعمال التي يقوم بها تنظيم «القاعدة» في اليمن وغيره من بلدان العالم لا يقل عنفاً وإرهاباً عن الفعل ومن يقوم بتنفيذه، لأن مجرد شرعنة تلك الأعمال والتقليل من خطرها أو إعطاء فاعليها الحق في حرية التصرُّف والتخريب هو دعم معنوي لتنظيم «القاعدة» ولا يقلُّ جرماً عن الدعم المادي سواء بالمال أم السلاح أو تجنيد الشباب إلى تلك المحرقة. لا أعتقد أن الدولة لم تستطع حتى الآن معرفة من يقف خلف هذه الجماعات ويموّلها ويسلّحها ويجنّد الشباب للالتحاق بها؛ لأنها ليست المرة الأولى التي نتعارك فيها مع تنظيم «القاعدة» بل هي حلقة من سلسلة طويلة تتشعّب في كل مرة وتزداد وتيرتها إلى الدرجة التي تصبح فيها العقدة التي أكلت الاقتصاد وأجهزت عليه. لابد لليمنيين من معرفة الجهات والدول التي تدعم هذه الجماعات وتدفع بها إلى بلادهم بقصد تخريب واستنزاف مقدّرات البلاد وإضعاف جيشها واقتصادها وقرارها وحضورها المحلّي والإقليمي والدولي، ربما لأنها مثّلت إزعاجاً وقلقاً للبعض في المنطقة ممن لا يروق لهم رؤية الآخر متعافٍ وله رأيه ودوره وإسهاماته؛ كأنه يجب على اليمن أن يظل تابعاً محتاجاً. الإرهاب ازدادت سطوته وقوت شوكته، ولابد من مواجهته بكل حسم وقدرة، وعدم تركه يتمدّد ويتوزّع المناطق والمحافظات؛ لأن السيطرة عليه ستكون مكلفة أكثر، أصبح يشكّل خطراً يتهدّد اليمنيين جميعاً دون استثناء. القبائل والمناطق اليمنية التي تتستر على أعضاء هذا التنظيم سرعان ما ستدفع الثمن باهظاً من أبنائها وأمنها واستقرارها؛ لذلك لابد من استنفار كل القبائل اليمنية وفق ميثاق شرف ورجولة والتزام بعدم التستُّر أو المؤازرة لهذا التنظيم الذي يسيء إلى الإسلام والمسلمين ويسهم بكل قوة في إضعافهم وتدمير بلدانهم، وما نراه في بلادنا خير دليل. استنهاض الدولة والقانون وتقوية وجودهما ضرورة وفريضة وتطبيق الحدود بحقها سيردع كل من يفكّر في العنف أو ينتمي إلى جماعاته ومنظماته الإرهابية، فهل إلى ذلك من سبيل حتى لا نظل وقوداً ومحرقة معاً..؟!. [email protected]